أوقفت السلطات المصرية أكثر من 200 ناشط أجنبي في مطار القاهرة وعدد من فنادق العاصمة، وذلك قبيل انطلاق “المسيرة العالمية إلى غزة” التي كانت تهدف إلى الوصول إلى معبر رفح في إطار دعوات دولية لكسر الحصار المفروض على القطاع.
وبحسب المتحدث باسم المبادرة، سيف أبو كشك، فإن النشطاء الموقوفين ينتمون إلى جنسيات متعددة تشمل الولايات المتحدة، وفرنسا، وأستراليا، وهولندا، وإسبانيا، إلى جانب مشاركين من دول عربية مثل المغرب والجزائر.
إسرائيل تطالب القاهرة بمنع القوافل
تزامنًا مع تحركات النشطاء، مارست إسرائيل ضغوطًا مباشرة على السلطات المصرية، مطالبة إياها بمنع “مئات المؤيدين للفلسطينيين” من الوصول إلى الحدود مع غزة. ويأتي ذلك وسط محاولات متزايدة من جهات دولية وشعبية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وإبراز حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكانه تحت الحصار منذ أكثر من 17 عامًا، وتصاعدت وتيرتها منذ بداية الحرب الحالية.
اقتحام فنادق ومصادرة هواتف
في شهادته لوكالة الصحافة الفرنسية، عبّر أبو كشك عن صدمته من الأسلوب الذي جرى به توقيف المشاركين، مشيرًا إلى أن عناصر أمن بلباس مدني دخلوا الفنادق التي يقيم فيها النشطاء، وحققوا معهم بعد إشهار قوائم بأسماء محددة.
وأكد أن قوات الأمن صادرت هواتف بعض المشاركين، واحتجزت أكثر من 20 شخصًا من الوفد الفرنسي في مطار القاهرة لمدة تجاوزت 18 ساعة، دون تقديم توضيحات كافية حول أسباب المنع.
كما أشار إلى أن اللجنة المنظمة قدمت أكثر من 50 طلبًا رسميًا إلى الجهات المصرية منذ أسابيع، لكنها لم تتلقَ أي رد، رغم التزامها بالإجراءات التي أعلنتها القاهرة سابقًا بشأن زيارات الأجانب إلى المنطقة الحدودية مع قطاع غزة.
القاهرة: لا دخول دون موافقة مسبقة
بدورها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا أكدت فيه أن أي زيارة لوفود أجنبية إلى منطقة رفح الحدودية يجب أن تمر عبر قنوات تنظيمية واضحة، من خلال السفارات أو ممثلي المنظمات الدولية المعترف بها.
وأعربت الوزارة عن دعم مصر لجهود إنهاء الحصار المفروض على غزة، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن التحركات داخل المناطق الحدودية تخضع لضوابط أمنية صارمة، في ظل حالة الحرب المستمرة في القطاع.
وأكد البيان أن السلطات المصرية مستمرة في التنسيق مع المنظمات الدولية المعنية بإدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح، محذرة من أن أي محاولات “غير منسقة” قد تساهم في تعقيد الأوضاع الميدانية أو إحداث اضطرابات لا تحمد عقباها.