أطلقت السلطات المغربية، تحذيرات من “خطورة مرتفعة” و”قصوى” لاندلاع حرائق غابات في عدة مناطق من البلاد خلال الأيام المقبلة، داعية السكان المجاورين للغابات والمصطافين إلى توخي الحذر الشديد واتباع إجراءات السلامة.
جاء ذلك في نشرة إنذارية أصدرتها الوكالة الوطنية للمياه والغابات (حكومية)، توقعت فيها تزايد احتمالات اندلاع حرائق ابتداءً من الجمعة 27 يونيو ولمدة أسبوع، بفعل الظروف المناخية السائدة وارتفاع درجات الحرارة.
مناطق مهددة بخطر “قصوى” و”مرتفعة”
شملت النشرة تقسيمًا للمناطق حسب مستوى الخطورة، حيث تم تصنيف عدد من الأقاليم ضمن فئة “الخطورة القصوى”، من بينها: شمال البلاد: طنجة، أصيلة، وزان، العرائش، شفشاون، تاونات، الحسيمة، بني ملال، أزيلال، وغرب البلاد: القنيطرة، الصخيرات – تمارة، سلا، الرباط، الخميسات، ومن الشرق: تازة.
كما شملت “الخطورة المرتفعة” المناطق التالية:شمالاً: المضيق – الفنيدق، تطوان، فحص أنجرة، صفرو، خنيفرة، إفران، الناظور، الدرويش، ووسط البلاد: أكادير، وشرقاً: تاوريرت، وجدة، بركان.
أما المناطق المصنفة ضمن “الخطورة المتوسطة” فتشمل: شمالاً: سيدي سليمان، مكناس، الصويرة، بنسليمان، وشرقاً: تارودانت.
تحذيرات مشددة للمواطنين والزوار
دعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات جميع المواطنين، خصوصًا القاطنين بالمناطق المجاورة للمجالات الغابوية، إلى الامتناع عن أي نشاط قد يؤدي إلى اندلاع حريق، مثل إشعال النيران، أو التخلص العشوائي من أعقاب السجائر.
كما حثت على الإبلاغ الفوري عن أي أعمدة دخان أو سلوك مريب داخل الغابات أو على مقربة منها، لتسهيل التدخل المبكر من فرق الإطفاء والوقاية المدنية.
17 مليون دولار لمكافحة حرائق صيف 2025
كانت الحكومة المغربية قد أعلنت، في 16 مايو الماضي، عن تخصيص نحو 17 مليون دولار (حوالي 170 مليون درهم مغربي) لتعزيز جهود مكافحة حرائق الغابات خلال صيف 2025، ضمن خطة وطنية استباقية لمواجهة المخاطر الموسمية.
وفي السياق ذاته، كشف عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن عدد الحرائق المسجلة خلال عام 2024 بلغ 382 حريقًا، بانخفاض نسبته 82% مقارنةً بعام 2023.
وأشار إلى أن هذه الحرائق أتت على مساحة تقارب 874 هكتارًا، غالبيتها من الأعشاب الثانوية والنباتات الموسمية، والتي تمثل نحو 45% من إجمالي المناطق المتضررة.
الغابات المغربية تحت تهديد متواصل
تغطي الغابات حوالي 12% من المساحة الإجمالية للمغرب، وتشكل ركيزة مهمة للتوازن البيئي والتنوع الطبيعي، لكن التغيرات المناخية والسلوكيات البشرية غير المنضبطة، تجعلها عرضة سنويًا لحرائق تتفاوت في شدتها وخطورتها.
وتُولي السلطات اهتمامًا متزايدًا لحماية هذه الموارد، عبر خطط للرقابة الجوية والبرية، وتكثيف حملات التوعية، وتطوير أنظمة الرصد المبكر، لتقليل الخسائر وحماية المواطنين.
استعدادات مستمرة وعيون على الطقس
مع دخول الصيف ذروته، تواصل الأجهزة المغربية المعنية رفع جاهزيتها، في ظل توقعات بموجات حرارة مرتفعة وزيادة في نشاط الزوار للمناطق الطبيعية.
وتبقى يقظة المواطنين والتبليغ السريع عناصر حاسمة في منع وقوع كوارث بيئية.