أطلقت الوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب، الاثنين، تحذيراً رسمياً للسكان القاطنين أو العاملين قرب الغابات في ثلاثة أقاليم، مطالبةً إياهم بتوخي أقصى درجات الحذر من خطر اندلاع حرائق، وذلك خلال الفترة الممتدة من الثلاثاء وحتى الجمعة 18 يوليو 2025.
وجاء في بيان الوكالة أن أقاليم شفشاون وتاونات (شمال)، وتازة (شرق) تواجه خطورة قصوى (مستوى أحمر) لاحتمال نشوب حرائق، بسبب الظروف المناخية الحالية وارتفاع درجات الحرارة، مما يستدعي حالة استنفار مجتمعي ومؤسسي.
إنذار برتقالي في 14 إقليماً إضافياً
وأكدت الوكالة أن مؤشرات الخطورة المرتفعة لا تقتصر على الأقاليم الثلاثة، إذ تشمل كذلك أقاليم الفحص أنجرة، وطنجة أصيلة، ووزان، وتطوان، والمضيق الفنيدق، والعرائش، والحسيمة، وخنيفرة، وبني ملال، وإفران (شمال)، وأكادير (وسط)، والصويرة (غرب)، حيث سُجل “مستوى برتقالي” يدل على احتمالية عالية لاندلاع حرائق.
كما رُصدت خطورة متوسطة (مستوى أصفر) في مناطق أخرى، مثل الدريوش والناظور، وسيدي سليمان، والرباط، وسلا، والقنيطرة، والخميسات، والصخيرات تمارة، وبركان، وتاوريرت.
دعوة للحيطة والإبلاغ الفوري عن أي دخان أو نشاط مشبوه
في بيانها، ناشدت الوكالة السكان المحليين بـ”تفادي أي نشاط قد يُسبب اشتعال النيران”، خصوصاً في المناطق القريبة من الغابات، كاشفةً أن فرق المراقبة الميدانية ستعتمد على خرائط تنبؤية تعتمد على بيانات علمية دقيقة لتحديد نقاط الخطر.
ودعت المواطنين إلى إبلاغ السلطات فوراً عند ملاحظة أي أعمدة دخان أو تصرفات مشبوهة قد تتسبب في إشعال الحرائق، وذلك في إطار الجهود الوطنية للحد من الكوارث البيئية والاقتصادية التي تخلفها الحرائق سنوياً.
خطة حكومية بقيمة 17 مليون دولار لموسم 2025
في سياق متصل، كانت الحكومة المغربية قد أعلنت في مايو الماضي عن تخصيص حوالي 17 مليون دولار لمكافحة حرائق الغابات، ضمن خطة استباقية تشمل تعزيز التجهيزات، وتكثيف المراقبة الجوية والبرية، وتحسين آليات التدخل السريع.
وصرّح عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، بأن موسم 2024 شهد انخفاضاً كبيراً في عدد الحرائق بنسبة 82% مقارنة بعام 2023، حيث سُجل 382 حريقاً فقط، التهمت حوالي 874 هكتاراً من الأراضي، كان نحو 45% منها مغطى بالأعشاب والنباتات الموسمية.
الغابات.. كنز طبيعي مهدد
تغطي الغابات نحو 12% من مساحة المملكة المغربية، وتعتبر من الموارد البيئية الحيوية التي تعاني بشكل متزايد من مخاطر الحرائق، سواء بسبب التغيرات المناخية أو السلوك البشري غير المسؤول، ما يهدد بتدهور التنوع البيولوجي والإضرار بالاقتصاد المحلي في المناطق المتأثرة.
في ظل الارتفاع المتوقع لدرجات الحرارة هذا الأسبوع، تبقى اليقظة المجتمعية والاستجابة السريعة من السلطات عنصرين حاسمين لتفادي تكرار سيناريوهات السنوات الماضية.
ومع استمرار التحذيرات حتى الجمعة، يبقى الوعي البيئي والتعاون المحلي من أهم أدوات حماية الثروات الطبيعية في المغرب.