في خطوة استراتيجية جديدة، يسعى المغرب إلى تعزيز مكانته كوجهة سياحية عالمية، وهذه المرة عبر البوابة الصينية. فقد أعلن المكتب الوطني المغربي للسياحة عن خطة طموحة تستهدف جذب مليون سائح صيني بحلول عام 2030، من خلال اتفاقية شراكة مع شركة الطيران الصينية “تشاينا إيسترن إيرلاينز”، إحدى كبرى شركات النقل الجوي في آسيا.
الاتفاق، الذي أُبرم مؤخرًا، يهدف إلى تعزيز الترويج السياحي للمغرب داخل السوق الصينية، من خلال استراتيجية تسويق متكاملة، وأنشطة ترويجية مشتركة، بالإضافة إلى تنظيم رحلات صحافية تعريفية، وتحسين الربط الجوي المباشر بين البلدين.
شراكة لفتح الأبواب أمام شرق آسيا
وقالت وزيرة السياحة المغربية، فاطمة الزهراء عمور، إن هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة الحكومة لتنويع الأسواق المصدّرة للسياح، مؤكدة أن التعاون مع “تشاينا إيسترن” يُعد تعزيزًا لحضور المغرب في آسيا، وامتدادًا لاستراتيجيته في الانفتاح على الأسواق الواعدة، بما فيها السوق الصينية التي تعد من بين الأسرع نموًا في العالم من حيث حركة السياحة الخارجية.
من جانبه، أوضح المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، أشرف فائدة، أن هذه الشراكة تأتي ضمن خطة موسعة لإبرام اتفاقيات مع كبار الفاعلين في قطاع الطيران العالمي، مشيرًا إلى أن السوق الصينية تُعد واحدة من أكثر الأسواق طلبًا وحيوية، وأن تسهيل الوصول إلى المغرب سيكون له تأثير مباشر على أعداد الوافدين.
خطوط جوية مباشرة من العمق الصيني إلى قلب المغرب
وقد سبق هذه الاتفاقية إطلاق خط جوي يربط بين شنغهاي والدار البيضاء مرورًا بمرسيليا في يناير الماضي، في خطوة أولى نحو تعزيز الربط بين المغرب والمدن الصينية الكبرى.
لكن الأهم سيبدأ في أكتوبر 2025، مع تدشين خط مباشر بين شنغهاي والدار البيضاء بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيًا، ما من شأنه تسهيل وصول السياح الصينيين إلى المغرب، خصوصًا من منطقة شرق الصين، التي تضم شريحة ضخمة من السياح المحتملين.
يُضاف إلى ذلك الخط الجوي المباشر بين بكين والدار البيضاء، الذي توفره شركة الخطوط الملكية المغربية، مما يجعل المملكة أكثر اتصالًا بالصين من أي وقت مضى.
وجهة بديلة للسياح الباحثين عن الأصالة
ويرى مراقبون أن المغرب يمتلك مقومات قوية تجعله وجهة جذابة للسائح الصيني، بما في ذلك تنوعه الثقافي، والمواقع التاريخية، والمناخ المعتدل، والطبيعة الخلابة.
وتعمل الجهات الرسمية على تكييف الخدمات الفندقية والإرشادية بما يتماشى مع الخصوصية الثقافية والتفضيلات السياحية للزوار الصينيين، خاصة فيما يتعلق باللغة، والمطبخ، والتجارب الترفيهية.
سوق سياحية ضخمة.. والمغرب يستعد للانطلاق
وتأتي هذه الخطوة في وقت أصبحت فيه السوق الصينية من بين أهم الأسواق السياحية العالمية، حيث يسافر سنويًا عشرات الملايين من السياح الصينيين إلى الخارج، وتتنافس العديد من الدول على جذبهم.
فهل يتمكن المغرب من نيل حصة معتبرة من هذا السوق الضخم؟.. السنوات القادمة ستكشف عن مدى فاعلية هذه الاستراتيجية، ومدى قدرة المملكة على تحقيق هدف المليون سائح صيني بحلول عام 2030.