في تطور مفاجئ ومثير للجدل، أعلن الجيش السوداني انسحاب قواته من منطقة العوينات الواقعة على الحدود الثلاثية بين السودان ومصر وليبيا، مؤكدًا أن الخطوة تأتي ضمن “ترتيبات عسكرية تهدف لصد العدوان”، دون الكشف عن تفاصيل هذه الترتيبات أو الجهات المعنية بها.
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد فقط من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على مثلث العوينات، وهو موقع استراتيجي بالغ الحساسية بالنظر إلى تداخله الجغرافي مع ثلاث دول.
وقد اتهم الجيش السوداني قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بالمشاركة في الهجوم الذي أفضى إلى فقدان السيطرة على المنطقة.
اتهامات سودانية لتدخل ليبي مباشر
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانًا شديد اللهجة، اعتبرت فيه تدخل قوات حفتر في القتال إلى جانب الدعم السريع “تصعيدًا خطيرًا للعدوان الخارجي على السودان”، مشيرة إلى أن الحدود السودانية الليبية كانت منذ بداية الصراع “ممرًا رئيسيًا للأسلحة والمرتزقة لدعم المليشيات المتمردة”.
وأكدت الخارجية السودانية أن ما وصفته بـ”الانخراط المباشر لقوات حفتر في المعارك” يعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، محملة القيادة الليبية المسؤولية عن زعزعة أمن السودان والمنطقة.
حفتر يرد بالنفي والتهديد
في المقابل، نفت القيادة العامة لقوات حفتر الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة في بيان رسمي أن قوات متحالفة مع الجيش السوداني هي من هاجمت دوريات ليبية داخل الحدود، وأنها لم تشارك في القتال الدائر في السودان.
وشدد البيان على أن “القوات الليبية مستعدة لحماية السيادة الوطنية الليبية والتصدي لأي اعتداء خارجي”، محذرًا من محاولات الزج بليبيا في أتون الصراع السوداني.
صراع دامٍ يدخل عامه الثاني
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 صراعًا داميًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفر بحسب إحصاءات الأمم المتحدة والسلطات المحلية عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح أو لجوء نحو 15 مليونًا.
فيما قدّرت دراسة مستقلة أعدتها عدة جامعات أمريكية عدد القتلى بأكثر من 130 ألفًا، في ظل غياب حلول سياسية واقتراب البلاد من الانهيار الكامل.