تصاعد التوتر مجددا في جنوب لبنان، بإعلان وزارة الصحة اللبنانية إصابة ثلاثة مدنيين في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة استهدف دراجة نارية على طريق المنصوري – مجدل زون في قضاء صور.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الغارة وقعت صباح اليوم الثلاثاء، وأسفرت عن أضرار مادية إلى جانب الإصابات، وتأتي ضمن سلسلة غارات متواصلة تشنها إسرائيل جنوب وشرق لبنان، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
استمرار القصف رغم اتفاق التهدئة
رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في نوفمبر الماضي، تواصل إسرائيل قصفها على مواقع في الجنوب، كما تحتفظ بقواتها في خمس نقاط حدودية، وهو ما تعتبره بيروت خرقاً مستمراً للسيادة اللبنانية، وتشهد المناطق الحدودية قصفاً شبه يومي، ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد بتوسيع رقعة الصراع.
في المقابل، أعلن حزب الله عن استهداف مواقع ومراكز عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا والجولان المحتل، مؤكداً أن عملياته “ردّ على الاعتداءات المستمرة”. ويبدو أن الحزب يتّبع استراتيجية الردع المتوازن، مع إبقاء التصعيد مضبوطاً ضمن قواعد الاشتباك، تفادياً لانزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة، وسط ضغوط سياسية داخلية وخارجية.
جهود إقليمية لإنهاء المواجهات
تتواصل الجهود الإقليمية والدولية لاحتواء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، ضمن مساعٍ أشمل لوقف الحرب في قطاع غزة. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن ملف جنوب لبنان بات مرتبطاً مباشرة بتطورات غزة، حيث يُنظر إلى الهدوء في الجبهة الشمالية كجزء من أي اتفاق تسوية شامل قد يشمل القطاع.
الانتخابات البلدية
في سياق متصل، تعرض حزب الله لانتكاسة سياسية بعد سقوطه في عدد من البلديات ذات الحاضنة التقليدية له، ما يعكس تراجعاً في شعبيته بسبب استمرار الحرب، والأوضاع الاقتصادية المتدهورة. ويرى مراقبون أن نتائج الانتخابات المحلية قد تزيد الضغط على الحزب للقبول بمبادرات التهدئة، أو إعادة تقييم استراتيجيته في المرحلة المقبلة.
زيارة جوزيف عون إلى القاهرة
وفي تطور لافت، زار الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون العاصمة المصرية القاهرة، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي. وعبّر الأخير عن دعم مصر الكامل لوحدة لبنان واستقراره، مشدداً على ضرورة احتواء التصعيد في الجنوب وإيجاد حل سياسي يجنّب لبنان كارثة أمنية جديدة.
ومع كل غارة جديدة، تتكشف تعقيدات المشهد اللبناني الذي بات رهينة لصراعات إقليمية تمتد من غزة إلى طهران وواشنطن، وبين ردود حزب الله العسكرية والضغوط الشعبية والسياسية، يبدو أن الخروج من الأزمة لن يكون إلا عبر تسوية شاملة تعيد رسم التوازنات في المنطقة، وتعيد للبنان بعضاً من استقراره المفقود.