يبدو أن الصراع في السودان يشتعل يوما بعد الآخر، خلال الساعات الأخيرة، تمكن الجيش السوداني من دخول أحياء منطقة صالحة السكنية في جنوب أم درمان، آخر مناطق الدعم السريع في جنوب غربي المدينة.
فرار قوات الدعم
وبعد هذه التحركات للجيش، فرت قوات الدعم السريع من المنطقة باتجاه غرب السودان، والتي كانت قد كثفت في الآونة الأخيرة من هجماتها على مواقع عسكرية ومنشآت حيوية داخل مناطق سيطرة الجيش باستخدام مسيّرات استراتيجية.
وكان الجيش، قد حقق خلال الشهرين الماضيين مكاسب كبيرة في العاصمة الخرطوم، حيث سيطر على أغلب المواقع العسكرية والدبلوماسية المهمة، وتمكن من طرد الدعم السريع من العديد من المراكز، غير أن قوات الدعم السريع أكدت أنها لن تستسلم، وكثفت هجماتها لاسيما عبر الطائرات المسيرة ضد الجيش.
كارثة إنسانية
وكانت الحرب المستمرة في السودان منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يرأسها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، أدت إلى كارثة إنسانية هائلة في البلد، إذ تسبب النزاع بسقوط عشرات آلاف القتلى، وتهجير أكثر من 13 مليون شخص بين نازح ولاجئ، فيما غرقت أنحاء عدة من البلاد في المجاعة
وتصاعدت العمليات العسكرية وسط تحقيق انتصارات متتالية ضد ميليشيا الدعم السريع، حيث تمكن الجيش من فرض سيطرته على مدينة الخوي بولاية غرب كردفان وتحريرها من يد ميليشيا الدعم السريع.
نزوح 7 آلاف أسرة
كما تسببت الأحداث في نزوح أكثر من 7 آلاف أسرة من مدينتي النهود والخوي بولاية غرب كردفان السودانية نتيجة تزايد انعدام الأمن في المنطقة، في الوقت الذي نفذت فيه القوات المسلحة السودانية عملية نوعية معقدة لإجلاء مدنيين من أم درمان بعد حصار عناصر من ميليشيا الدعم السريع لهم.
وكانت الفرقة السادسة مشاة الفاشر، التابعة للقوات المسلحة السودانية، قد تمكنت من صد هجوم شنته ميليشيا الدعم السريع بالمسيّرات الانتحارية على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفرضت سيطرتها على مجمع الداخليات الذي يتألف من ثلاثة أجنحة داخل حرم الجامعة غرب جامعة أم درمان الإسلامية.
غارات مكثفة
كما شن الجيش غارات مكثفة ودقيقة استهدفت تجمعات للدعم السريع في مدينة بارا بولاية شمال كردفان.
وأجبرت الاشتباكات في النهود على فرار 5,451 أسرة، بينما فرّ البقية إلى مناطق غبيش وود بندا والسلام بغرب كردفان، وغرب بارا بشمال كردفان، كما تواصل القوات المسلحة السودانية في عمليات التمشيط للأحياء المحيطة بمدينة الفاشر لمنع عمليات التسلل وحماية المنازل من النهب والسرقة.
تحرير دارفور!
يأتي ذلك بعدما أحرزت قوات الجيش السوداني انتصارات كبيرة على قوات الدعم السريع وسط اشتباكات عنيفة غرب سوق ليبيا غربي أم درمان، وسيطرة الجيش على سوق ليبيا، وهو أكبر أسواق السودان، وأحد أبرز معاقل ميليشيا الدعم السريع في غرب أم درمان، قبل أن تقوم بإجلاء مواطنين متواجدين بمنطقة العشرة أم درمان “صالحة بحر”، بعد انتشار الأوبئة وانعدام سبل الحياة من ماء الشرب والطعام.
ورغم تلك الأحداث، إلا أن الجيش السوداني طمأن مواطني الفاشر بأن الأوضاع تحت السيطرة، مؤكدا أن “النصر الكامل وتحرير دارفور سيأتي قريبا.