أدانت وزارة الداخلية السورية فجر اليوم الخميس ما وصفته بـ”العدوان السافر” من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن توغلت قوة عسكرية إسرائيلية في بلدة بيت جن الواقعة في ريف دمشق الغربي، قرب الحدود مع الجولان المحتل.
ووفق بيان للوزارة نقلته وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، فإن العملية الإسرائيلية جرت فجرًا، بمشاركة دبابات وناقلات جنود وآليات عسكرية، وبدعم من طائرات استطلاع مسيّرة، وأسفرت عن استشهاد مدني واختطاف سبعة آخرين من أبناء البلدة، لا يزال مصيرهم مجهولاً بعد اقتيادهم إلى داخل الأراضي المحتلة.
بيت جن.. بلدة تحت الحصار
شهدت بلدة بيت جن، المحاذية لجبل الشيخ، أوسع عملية توغل عسكري إسرائيلي في ريف دمشق منذ سنوات، حيث أشارت مصادر محلية إلى أن العملية بدأت مع ساعات الفجر الأولى، بانطلاق وحدات عسكرية إسرائيلية من عدة نقاط محاذية، أبرزها “قرص النفل” شمالي القنيطرة، و”التلول الحمر” التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية، متجهة نحو عمق بيت جن.
وبحسب ما ورد، شارك في العملية نحو 100 عنصر من جيش الاحتلال، مدعومين بعشر دبابات ومركبات مدرعة، حيث طوقوا البلدة ونادوا عبر مكبرات الصوت بأسماء أشخاص بعينهم، قبل أن يقتحموا منازلهم ويعتقلوهم.
وفي خضم التوتر، وقعت مشادة بين بعض الأهالي وجنود الاحتلال، انتهت بإطلاق نار مباشر على الشاب محمد حمادة، ما أدى إلى استشهاده على الفور، وفق ما أفادت به وزارة الداخلية السورية.
الموقف السوري: خرق للسيادة وتهديد للاستقرار
الداخلية السورية أكدت في بيانها أن ما جرى يمثل خرقًا واضحًا لسيادة البلاد وانتهاكًا صارخًا للقوانين والمواثيق الدولية، كما حذّرت من أن هذه “الممارسات العدوانية والاستفزازية” من شأنها أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وفتح أبواب التصعيد في المنطقة الحدودية الحساسة.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفتها بـ”الجرائم الإسرائيلية المتكررة”، وحمّلت الاحتلال كامل المسؤولية عن التوترات التي قد تنتج عن مثل هذه العمليات، مؤكدة في الوقت ذاته تمسك دمشق بحقها في الرد والدفاع عن أراضيها وسيادتها.
إسرائيل: المعتقلون ينتمون إلى “حماس”
في المقابل، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “العملية في بيت جن استهدفت عناصر مشتبهًا في انتمائهم لحركة حماس”، مدعية أنها جرت في إطار منع تهديدات أمنية محتملة انطلاقًا من الجنوب السوري.
وعلى الرغم من النبرة الحادة التي طبعت الرد السوري، لم تصدر حتى الآن أي ردود أفعال عربية أو دولية بارزة على الحادثة، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من توسع دائرة التصعيد في الجبهة الجنوبية لسوريا، والتي كانت لسنوات ساحة مواجهة غير معلنة بين إسرائيل ومحور المقاومة.