أعلنت وزارة الداخلية السورية، صباح اليوم الثلاثاء 8 يوليو/تموز 2025، عن اعتقال العميد السابق رياض حمدو الشحادة، أحد أبرز القيادات الأمنية في عهد النظام السابق برئاسة بشار الأسد، والذي يُتهم بالتورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، أبرزها عمليات تصفية واعتقال طالت مئات المدنيين في محافظة حمص وأماكن أخرى.
العملية، التي نُفذت على يد جهاز الأمن الداخلي في منطقة تلكلخ بريف حمص، وُصفت بأنها خطوة لافتة في مسار العدالة الانتقالية داخل سوريا، في وقت تشهد فيه البلاد تحولات سياسية وأمنية واسعة بعد الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر الماضي.
من هو رياض حمدو الشحادة؟
رياض حمدو ليس اسما عابرا في أجهزة الأمن السورية. فقد شغل مناصب متعددة داخل جهاز الأمن السياسي، أحد أبرز أذرع النظام الأمنية سابقًا. وكان آخر منصب له هو رئاسة فرع الأمن السياسي في دمشق، وهو المنصب الذي منحه سلطة واسعة على ملفات الاعتقال والمراقبة والتصفية الجسدية.
مصادر حقوقية تتحدث عن أن العميد المعتقل لعب دورا بارزا في إدارة حملات القمع ضد المظاهرات السلمية في بدايات الثورة السورية، كما كان مسؤولا عن ملفات أمنية حساسة تتعلق بالمعتقلين والناشطين السياسيين، خاصة في حمص وريف دمشق.
تهم خطيرة تشمل التصفية والاعتقال
وفقًا لبيان وزارة الداخلية، فإن الشحادة متورط في “تصفية مئات المواطنين، بينهم نساء، واعتقالات تعسفية بحق المدنيين”، وهي جرائم يُعتقد أنها جرت خلال الفترة بين عامي 2011 و2018، إبان ذروة الصراع المسلح في سوريا.
مصادر في المعارضة السورية تؤكد أن الشحادة كان معروفًا بين السجناء بـ”مهندس الاختفاء القسري”، بسبب مسؤوليته المباشرة عن عشرات حالات الاعتقال غير الموثقة، والتي انتهى كثير منها إلى الوفاة تحت التعذيب أو الإخفاء الدائم.
تحول مفصلي في سوريا ما بعد الأسد
يأتي اعتقال الشحادة في إطار ما تصفه الحكومة الجديدة في دمشق بأنه “ملاحقة شاملة لرموز الانتهاكات”، حيث تم توقيف العديد من الضباط الكبار وقادة المليشيات المتورطين في جرائم خلال عهد الأسد، في خطوة نحو طي صفحة الماضي الدموي.
وتقول مصادر قانونية سورية إن الملف القضائي الخاص بالشحادة “يتضمن شهادات ووثائق دامغة”، وإن المحاكمة ستكون علنية ومفتوحة أمام وسائل الإعلام، ضمن ما يُعرف بـ”محاكم العدالة الانتقالية”.
هل تكون هذه بداية لسلسلة اعتقالات أوسع؟
المشهد السوري يبدو مرشحًا لمزيد من المفاجآت. فوفق تقارير حقوقية، هناك العشرات من المسؤولين السابقين المطلوبين في قضايا تعذيب وقتل جماعي ما زالوا طلقاء. ويرى مراقبون أن اعتقال الشحادة يمثل “كسرًا لجدار الحصانة” الذي تمتع به رموز النظام السابق لسنوات طويلة.
هل نرى قريبًا محاسبة كبار الأسماء التي كانت في صدارة آلة القمع؟.. الشارع السوري، رغم جراحه، يترقب الإجابة.