في خطوة تؤكد متانة العلاقات بين الجزائر ورواندا، وقّع البلدان اليوم الثلاثاء سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات حيوية ومتنوعة، بحضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره الرواندي بول كاجامي، وذلك في مستهل زيارة رسمية يجريها الأخير إلى الجزائر وتستمر يومين.
تعاون متعدد المجالات من الاتصالات إلى القضاء
شهدت مراسم التوقيع، التي جرت في قصر المرادية الرئاسي، توقيع اتفاقيات شملت مجالات الاتصالات السلكية واللاسلكية، الإعلام، الزراعة وتربية الماشية، التعليم العالي وتطوير الابتكار، النقل الجوي، إلى جانب التعاون القضائي في المجالين التجاري والمدني.
كما تم الاتفاق على إعفاء متبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات المهمة، في خطوة تعكس رغبة البلدين في تسهيل التنقل وتعزيز التفاعل الدبلوماسي.
ريادة الأعمال والاقتصاد الرقمي في صلب الشراكة
على صعيد آخر، تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات ريادة الأعمال، الابتكار، الاقتصاد الرقمي، ترقية الاستثمار، التكوين المهني، المنتجات الصيدلانية، والتعاون الشرطي، مما يعكس تطلعات البلدين لبناء شراكة اقتصادية شاملة.
كما وقّع الجانبان برنامجًا تنفيذيًا في مجال التعليم العالي يغطي الفترة من 2026 إلى 2029، ما يفتح الباب أمام تبادل أكاديمي وعلمي أكثر انفتاحًا بين الجامعات الجزائرية والرواندية.
زيارة ذات رمزية سياسية ورياضية
الرئيس كاجامي، الذي حظي باستقبال رسمي في مطار الجزائر الدولي، أجرى جلسة محادثات مغلقة مع الرئيس تبون، تلتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين.
الزيارة تُعد الثانية للرئيس الرواندي إلى الجزائر بعد زيارة أولى في أبريل 2015، وتأتي بعد شهر من زيارة رئيس أركان الدفاع الرواندي الفريق أول مبارك موجانجا، في سياق توطيد التعاون الأمني والعسكري بين البلدين.
تتزامن الزيارة مع توتر متصاعد في العلاقات الجزائرية-الفرنسية، وهو ما يمنحها أبعادًا سياسية إضافية. ولم تستبعد مصادر دبلوماسية حضور كاجامي المباراة الودية التي ستجمع بين منتخبي الجزائر ورواندا يوم الخميس المقبل في مدينة قسنطينة شرقي البلاد.