في خرق جديد لوقف إطلاق النار، قُتل شخص صباح اليوم الأربعاء 21 مايو/أيار 2025، في غارة نفذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق “الحوش-عين بعال” قرب مدينة صور جنوبي لبنان.
وأكدت وزارة الصحة اللبنانية وقوع القتيل، دون الكشف عن هويته حتى الآن، بينما التزمت إسرائيل الصمت الرسمي بشأن العملية.
الغارة تأتي ضمن سلسلة ضربات إسرائيلية هذا الأسبوع، أبرزها استهداف عنصر من حزب الله في المنصوري، أسفرت عن إصابة 9 مدنيين، وقتيل آخر وثلاثة جرحى في هجمات سابقة الاثنين.
التصعيد المتواصل: خروقات بالجملة
منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، سجّلت وكالة الأناضول، استنادًا إلى بيانات رسمية، أكثر من 3000 خرق إسرائيلي، أدت إلى مقتل 202 شخص على الأقل وإصابة 500 آخرين.
وتستمر الغارات بشكل شبه يومي على مناطق جنوبية عدة، فيما لا تزال القوات الإسرائيلية تحتل خمس تلال لبنانية رئيسية سيطرت عليها خلال التوسع الميداني في سبتمبر/أيلول 2024.
الحرب الإسرائيلية المتصاعدة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلّفت أكثر من 4000 قتيل و17 ألف جريح، وأدت إلى نزوح ما يزيد عن 1.4 مليون مواطن من الجنوب.
المخرج بعودة تفاهمات “الخط الأزرق”
يرى خبراء ومراقبون أن استمرار التصعيد العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والتدهور الإنساني.
من جانبه، قال الدكتور نبيل فرحات، الباحث في شؤون الأمن الإقليمي، أن “غياب إطار تفاوضي واضح وانعدام الضغوط الدولية الفاعلة يترك الجنوب رهينة لمعادلة نار متبادلة بلا أفق سياسي”.
بدورها، شددت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط رنا ناصيف على أن “عودة التفاهمات حول الخط الأزرق، وتحييد المدنيين من مسرح العمليات، يمثلان المدخل الوحيد لتهدئة حقيقية”.
رئيس لبنان: لا يمكن القبول باستباحة الجنوب
وفي أول تعليق رسمي على الغارة الأخيرة، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، “إن استمرار الغارات الإسرائيلية على الجنوب هو اعتداء صارخ على السيادة اللبنانية وخطر جسيم على الاستقرار الإقليمي”.
وأضاف: “نحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الصمت، ونطالب بتفعيل الدور الأممي لحماية المدنيين وتثبيت وقف النار، فلا يمكن للبنان أن يقبل أن يكون ساحة مستباحة بلا حساب”.