سعت ثلاث جهود توصيل واحدة عن طريق البر، وواحدة عن طريق البحر، وواحدة عن طريق الجو، إلى زيادة كمية الغذاء التي تصل إلى غزة المتعطشة للمساعدات، وخاصة إلى الشمال، حيث يعاني مئات الآلاف من الأشخاص من الجوع وعلى شفا المجاعة خلال شهر رمضان المبارك الإسلامي.
وقال رئيس الطهاة والعامل الإنساني خوسيه أندريس إن هناك فرصة بنسبة “90 بالمائة” لنجاح سفينة المساعدات التي غادرت قبرص متجهة إلى قطاع غزة يوم الثلاثاء في مهمتها، مشيرًا إلى مجموعة من التحديات اللوجستية التي قد تؤخر أو تعرض الرحلة للخطر، والتي من المتوقع أن تتأخر. لتستغرق عدة أيام.
توصيل المساعدات
وتحمل السفينة، التي تديرها بشكل مشترك منظمة Open Arms الإنسانية ومقرها إسبانيا ومنظمة الإغاثة World Central Kitchen التابعة لأندريس، ما يقرب من 200 طن من المواد الغذائية. وتهدف المهمة، التي تدعمها دولة الإمارات العربية المتحدة ماليا وتدعمها المفوضية الأوروبية، إلى زيادة عمليات توصيل المساعدات البحرية إلى غزة بشكل سريع حيث ثبت أن الطرق البرية بطيئة للغاية.
وفي الوقت نفسه، أسقطت طائرة عسكرية أمريكية من طراز C-130 آلاف الأرطال من الأرز والدقيق والمعكرونة والأغذية المعلبة التي قدمها الأردن إلى شمال غزة، حسبما ذكرت القيادة المركزية الأمريكية يوم الثلاثاء. ستقوم أربع سفن تابعة للجيش بإنشاء رصيف مؤقت على ساحل غزة من شأنه تسريع حجم ووتيرة توصيل المساعدات إلى غزة. وسيتم تشغيل الرصيف خلال 60 يومًا، وفقًا للبنتاغون.
منع نشطاء حماس
وقال الجيش الإسرائيلي إن السلطات الإسرائيلية سمحت أيضا لست شاحنات مساعدات إنسانية من برنامج الغذاء العالمي بالدخول إلى شمال غزة. وقالت الوكالة إن التسليم هو الأول لشمال غزة منذ 20 فبراير/شباط.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن القافلة جزء من برنامج “تجريبي” يهدف إلى منع نشطاء حماس من الحصول على إمدادات المساعدات. ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إسرائيل اتهمت وكالات الأمم المتحدة، وخاصة الأونروا، وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، بتحويل المساعدات الإنسانية إلى نشطاء حماس، وهو أمر لم تر الولايات المتحدة دليلا عليه. وفي لقاء مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تصميم إسرائيل على “استبدال الأونروا في قطاع غزة”، وشكر روتي على تجميد المساعدات للوكالة.
أمر وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، الجيش الألماني، بالبدء في إسقاط مساعدات إنسانية على قطاع غزة. وقال جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، إن العمليات الجوية “أفضل من لا شيء” ولكنها ليست بديلاً عن مئات شاحنات المساعدات المطلوبة كل يوم.
تخفيف القيود الجمركية
وفي ذات السياق، دعا بيان أمريكي أوروبي عربي مشترك، إسرائيل إلى ضرورة فتح المزيد من المعابر لإدخال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، بما في ذلك الشمال، وكذلك تخفيف القيود الجمركية الشاملة لتسهيل التدفق المتزايد للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
فتح ميناء أشدود
وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية، عبر موقعها الالكتروني اليوم الخميس، بأن البيان المشترك ثمرة استضافة وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كومبوس، في اجتماع افتراضي، نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن ومفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناريتش ووزير الدولة البريطاني لشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية ديفيد كاميرون ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزيرالدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي وكبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيجريد كاج.
وشدد البيان على أنه لا يوجد بديل للطرق البرية عبر مصر والأردن ونقاط الدخول من إسرائيل إلى غزة لتوصيل المساعدات على نطاق واسع..مؤكدا في الوقت ذاته على أن فتح ميناء أشدود أمام المساعدة الإنسانية سيكون بمثابة تكملة مهمة ومرحب بها الممر البحري الذي اقترحه هؤلاء المسؤولون خلال الاجتماع الافتراضي لتقديم المساعدات الإنسانية الإضافية التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة عن طريق البحر.
تفعيل الممر البحري
وبحسب البيان ، التزم الوزراء بمواصلة مشاركتهم وإرسال كبار المسؤولين إلى جمهورية قبرص يوم 18 مارس الجاري للحصول على إحاطات متعمقة حول مواصلة تفعيل الممر البحري بما في ذلك جهود التخطيط العسكري الأمريكي لإنشاء رصيف مؤقت قادر على استقبال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية..مشيرا إلى أن كبار المسؤولين سيجرون مشاورات حول إمكانية إنشاء صندوق مشترك لدعم الممر البحري وتنسيق المساهمات العينية والمالية لاستدامته.
وأكد البيان المشترك مجددًا أن هذا الممر البحري يمكن بل ويجب أن يكون جزءًا من جهد متواصل لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة بما في ذلك الطرق البرية الموسعة ومواصلة التسليم الجوي، والعمل بشكل وثيق مع المنسقة سيجريد كاج المكلفة بتسهيل وتنسيق ومراقبة والتحقق من تدفق المساعدات إلى غزة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2720.