جدد الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال استقباله مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام جان بيار لاكروا، تمسك بلاده ببقاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في جنوب البلاد، مؤكداً أن وجودها ليس مجرد إجراء روتيني، بل ضرورة حيوية لحفظ السلام والاستقرار الإقليمي.
جاء اللقاء في قصر بعبدا الرئاسي صباح الأربعاء، بحضور وفد أممي يضم قائد قوة يونيفيل في الجنوب، الجنرال أرولدو لازارو، في خطوة تحمل رسائل سياسية واضحة في ظل ما يشهده الإقليم من توتر وتصعيد.
الرئيس اللبناني: لا غنى عن “يونيفيل”
خلال الاجتماع، شدد الرئيس عون على أن لبنان “متمسك ببقاء يونيفيل في جنوب لبنان”، مشيراً إلى أن ذلك يأتي تطبيقاً للقرار الأممي 1701، بالتعاون مع الجيش اللبناني، الذي يواصل بدوره انتشاره في الجنوب وفق الاتفاق الموقع في نوفمبر الماضي.
وأكد أن الاستقرار في الجنوب اللبناني لا يخص لبنان وحده، بل يمتد تأثيره إلى كامل المنطقة، موضحاً أن دور يونيفيل يظل محورياً في حفظ هذا الاستقرار.
وأضاف أن التعاون بين الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة على الأرض يتم بشكل “ممتاز”، ما يعكس جدية لبنان في الحفاظ على الأمان الحدودي ومنع أي تصعيد غير محسوب.
لاكروا: مستمرون رغم الصعوبات
من جانبه، أعرب جان بيار لاكروا عن تقديره لدور لبنان في تسهيل مهمة “يونيفيل”، وأكد أن القوة الأممية مستمرة في أداء مهامها رغم الظروف الصعبة، في إشارة إلى التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها البعثة في الجنوب.
وأثنى لاكروا على التعاون القائم مع الحكومة اللبنانية، مؤكداً أن المجتمع الدولي ينظر بإيجابية إلى التزام لبنان بالاتفاقات الدولية، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
رسائل سياسية في توقيت حساس
يأتي هذا اللقاء في ظل سياق إقليمي دقيق، حيث تشهد الحدود الجنوبية اللبنانية توتراً متكرراً بين “حزب الله” وإسرائيل، وارتفاعاً في التحذيرات الدولية من احتمال اتساع رقعة الصراع.
ويرى مراقبون أن تمسك لبنان بـ”يونيفيل” يحمل رسائل تهدئة، كما يعكس رغبة بيروت في تفادي أي انفلات أمني قد يعيد البلاد إلى دوامة المواجهات أو يعكر علاقاتها مع المجتمع الدولي.
يونيفيل.. حضور أممي منذ 1978
تأسست قوة يونيفيل عام 1978 بقرار من مجلس الأمن، وتم تعزيز مهامها بعد حرب 2006 لتشمل مراقبة وقف إطلاق النار ودعم الجيش اللبناني في جنوب البلاد.
وتتوزع قوات “يونيفيل” حالياً على أكثر من 10 آلاف جندي من عدة جنسيات، يقومون بدوريات مراقبة ومهام تنسيقية مع الجيش اللبناني، كما يمثلون خط التهدئة الأساسي في منطقة حساسة جغرافياً وسياسياً.
تأكيد لبنان على دور يونيفيل في الجنوب لا يعكس فقط رغبة في الاستقرار الداخلي، بل يوجه أنظار المجتمع الدولي نحو التزام بيروت بحماية أمن حدودها من أي تدخل خارجي، وحرصها على أن تبقى جزءاً من منظومة الأمن والسلم الإقليمي المدعومة من الأمم المتحدة.
في ظل التحديات الراهنة، يبقى التنسيق الوثيق بين الجيش اللبناني والقوات الأممية ضرورة لا غنى عنها، للحفاظ على توازن دقيق في منطقة مشتعلة.