وكأننا في زمن العجب العجاب، في الذهاب والاياب،
وكأن الدنيا “تشقلبت” وتشقّقت قشرتها الارضية، فاصبح من السهل الانزلاق والغوص في المجهول!!،
طقوس إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، على أيدي رجال المقاومة المتمنطقين ببزاتهم العسكرية، وأسلحتهم، ومهارتهم في التنظيم والتحكّم وحتى الدعاية والاعلام المُرتّب بدقة الساعة السويسرية، ومظاهر دولة حضارية انسانية تنبلج وتندلق من كل فقرة وكل حركة وكل “وشوشة”، وكلّ قبلة من اسير اسرائيلي ممتنٍ على رأس احد حارسيه ومراعيه من رجال المقاومة،
كلّ ما قُلناه وما تقدّم أعلاه وأكثر من ذلك الكثير الكثير والمزيد المزيد، من الواضح انّه يُسبب وجع رأس وصداع لنتنياهو، رئيس وزراء اسرائبل، الغاطسة يديه غرقا في دماء اطفال غزة، إلى درجة انه اصبح يحمل بطاقة جلبِ رسمية من المحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب مطلوب للعدالة في بقاع الارض الأربعة.
عن المرحلة الثانية لصفقة تبادل الأسرى!
آخر “فرتكات” نتنياهو وصرعات موضته وتجلّياته بانه امر جيشه بعدم اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين بعد ان انتظموا في الباصات في سجن عوفر إيذانا بنقلهم إلى الفضاء الفسيح،
لكن نتنياهو نكث وانتهك الاتفاق والغى أو أجّل او أخّر او ماطل في عملية الاطلاق الواجبة حسب الاتفاق مسبقا،
نتنباهو يحتجّ على طقوس اطلاق الاسرى الاسرائيليين من قطاع غزة، وتسليمهم للصليب الاحمر الدولي بصورة حضارية وهم معزّزين مكرمين بملابس نظيفة ومبتسمي الوجوه وحتى تتجلّى مشاعر انسانية احدهم ويحني رأسه على رأس مقاتل فلسطيني ويقبّل راسه امتنانا واعترافا بالمعاملة الطيبة الانسانية،
الانسانسة تُزعج نتنياهو، القبلة تُزعج نتنياهو، لانها تكشفه امام الرأي العام،
فنتنياهو مهتمّ ان يستمرّ في استغباء العالم وتوزيع اكاذيبه بأن من يحتجزون الاسرائيليين في غزة ليسوا من جنس البشر، كما كان قد وصفهم وزير حربه السابق غالانت بانهم وحوش بشرية،
فكيف يقوم اسرائيلي حضاري اسير بمحض ارادته ومن تلقاء نفسه وبدافع من ضميره وكردة فعل على ما لقيه من معاملة رائعة، يقوم بتقبيل راس مقاوم فلسطيني على منصة الاطلاق، بل يقوم بتقبيل رأسين لمقاومين،
كيف يمكن لنتنياهو ان يُطيق هذا المنظر الانساني الطبيعي،
وماذا يقول لجمهوره وللعالم، من اجل ان يبقى متمترسا في كرسيه وفي موقعه!!،
وما هو رأي العالم عندما يرى هذا المنظر الجميل والقبلة الانسانية، ويرى بالمقابل الاجساد النحيلة والوجوه الشاحبة المرهقة وعلامات سوء المعاملة والضرب والتنكيل على اجساد المعتقلين الفلسطينيين حين اطلاق سراحهم من معتقلات وباستيلات الاحتلال؟؟!!،
يقول الله تعلى في كتابه العزيز: “قُل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”، صدق الله العظيم،
اهالي ومحبي الاسرى الفلسطينيين الذين لم يُفرج عنهم نتنياهو قضوا ليلتهم وصباح هذا يومهم وبحر اليوم في اماكن الانتظار وفي العراء المُريب والبرد القارص، انتظارا باحبتّم،
وحتى تزول عن نتنياهو صدمة “الاطلاق المُهين”، كما يدّعي هو، للاسرى الاسرائيليين في قطاع غزة،
لكن الحقيقة الحقة الدامغة تقول: “حتى تزول عن نتنياهو صورة اسيره الجندي وهو يُقبّل رأس آسره الفلسطيني امتنانا واعترافا بالمعاملة الحسنة،
لقد تفوّقت حركات المقاومة انسانيا واخلاقيا وحضاريا واداء وممارسة على جيش نتنياهو، جيش الاحتلال والاعتداء والانتهاك والحقد والغطرسة واللاإنسانية.