شدد ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في إنهاء الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن معاناة “إخوتنا في فلسطين” مستمرة نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل، وأن الصمت الدولي إزاء هذا الوضع أصبح غير مقبول.
وجاءت تصريحات ولي العهد خلال حفل الاستقبال السنوي الذي نظمه الديوان الملكي في قصر منى، بمناسبة موسم الحج، بحضور أصحاب رجال الدولة، وكبار الشخصيات، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، ورؤساء الوفود الرسمية ومكاتب شؤون الحجاج من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
“نريد واقعًا جديدًا لفلسطين ينعم بالسلام”
أكد الأمير محمد بن سلمان في كلمته أن المملكة العربية السعودية تقف بثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتدعم حقه في حياة كريمة وآمنة، وفق قرارات الشرعية الدولية، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، وأن المنطقة بحاجة إلى واقع جديد تسوده العدالة والسلام، تُحترم فيه حقوق الإنسان وتُصان فيه حياة المدنيين.
وأضاف: “على المجتمع الدولي أن يتحرك بفعالية لإنهاء العدوان ووقف نزيف الدماء، وفرض احترام القانون الدولي الإنساني، لأن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية الأمة بأسرها”.
خدمة الحرمين: مسؤولية وشرف والتزام لا يتغير
في ذات المناسبة، جدد ولي العهد السعودي التأكيد على أن المملكة ستواصل تسخير كافة إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، مشيرًا إلى أن شرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزائرين، هو على رأس أولويات المملكة وقيادتها.
وقال: “لقد شرفنا الله بخدمة الحرمين، وسنبذل الغالي والنفيس من أجل راحة الحجاج وسلامتهم، وسنواصل العمل دون كلل لتسهيل أدائهم للمناسك بكل يسر وسهولة، مدركين عظم المسؤولية وشرفها”.
دعاء للأمن والسلام في العالم الإسلامي
وفي ختام كلمته، توجه ولي العهد السعودي بالدعاء أن يديم الله على المملكة العربية السعودية، وعلى سائر بلاد المسلمين، نعمة الأمن والاستقرار، وأن يتقبل من حجاج بيت الله الحرام حجهم، ويعيدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين.
قراءة في الرسالة السياسية والروحية
تحمل كلمة الأمير محمد بن سلمان أبعادًا سياسية وإنسانية وروحية، إذ ربط بين القيم الإسلامية العليا التي يجسدها موسم الحج، وبين الدعوة إلى رفع الظلم عن الشعوب المقهورة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. كما أكدت كلمته استمرار الدور السعودي الريادي في نصرة القضايا العادلة، بالتوازي مع الالتزام العميق بخدمة ضيوف بيت الله الحرام.