في حادث مروّع يعكس تصاعد العنف في السودان، لقي أكثر من 40 شخصًا مصرعهم، من بينهم أطفال وعاملون طبيون، إثر هجوم استهدف مستشفى المجلد بولاية غرب كردفان، الواقعة على خط المواجهة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، بحسب ما أعلنه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
دعوة عاجلة لوقف استهداف المنشآت الطبية
وشدد غيبريسوس، خلال تصريحات صحفية، على ضرورة احترام المنشآت الصحية ووقف الهجمات التي تمثل خرقًا سافرًا للقوانين الإنسانية الدولية، مؤكدًا أن المنظمة لم تحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم حتى الآن.
أكدت مصادر محلية أن دوي الانفجارات هزّ أرجاء المستشفى المكتظّ بالجرحى والمدنيين النازحين، حيث سادت حالة من الذعر والفوضى بين المرضى والأطقم الطبية.
وقال أحد الشهود: «الدم كان يغطي الممرات، والكل كان يحاول الهروب وإنقاذ من يستطيع من الجرحى».
آثار كارثية على القطاع الصحي
جاء الهجوم ليزيد من معاناة القطاع الطبي المُنهك أصلًا بسبب نقص الأدوية والمعدات. وتشير تقارير إلى أن مستشفيات غرب كردفان تعمل بأقل من نصف طاقتها الاستيعابية بسبب استمرار القتال والحصار المفروض على الطرق المؤدية للمنطقة.
في أعقاب الهجوم، أفادت تقارير من الأرض بأن المدنيين المتضررين يعانون من نقص حاد في الرعاية الصحية والغذاء، إذ شوهدت سودانيات يوزعن وجبات الطعام على المتضررين من الجوع والنزوح في مدينة أم درمان، في ظل استمرار المعارك وتردي الأوضاع الإنسانية.
في السياق ذاته، دعت منظمات حقوقية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التدخل العاجل لفتح ممرات إنسانية آمنة لنقل الجرحى وتوفير الإغاثة الطبية الضرورية، محذرة من أن استمرار العنف ضد المستشفيات يشكل «جريمة حرب» تستوجب المساءلة.
السودان في عين العاصفة
ويأتي الهجوم على المستشفى في وقت تعيش فيه البلاد تصعيدًا ميدانيًا، حيث شهدت الأشهر الماضية اشتباكات دامية بين الجيش و«قوات الدعم السريع» أسفرت عن مقتل وتشريد مئات الآلاف، وسط تحذيرات دولية من انهيار كامل للمنظومة الصحية بسبب استهداف المرافق الطبية.