في عملية إرهابية مروّعة، فجّر انتحاري منتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي نفسه داخل كنيسة مار الياس بمنطقة الدويلعة في دمشق، ما أسفر عن مقتل 15 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 15 آخرين من المصلين.
أفاد التلفزيون الرسمي السوري أن المهاجم كان يحمل حزامًا ناسفًا ودخل إلى الكنيسة قبل أن يبدأ بإطلاق النار ثم يفجّر نفسه.
استنفار أمني واسع ومشهد دمار مروع
فور وقوع الهجوم، فرضت قوات الأمن السورية طوقًا أمنيًا مشددًا حول الكنيسة وأغلقت الطرق المؤدية إليها. وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان لنقل الجرحى، بينما بدت آثار الدمار واضحة على جدران الكنيسة، وتناثرت المقاعد الخشبية وأدوات الصلاة في أرجائها، وسط حالة من الرعب والبكاء سيطرت على الأهالي.
روى شاهد عيان يدعى زياد، صاحب متجر قريب من الكنيسة، تفاصيل اللحظات الأولى للهجوم قائلاً: «سمعنا صوت إطلاق النار ثم دوى انفجار ضخم، وتطاير الزجاج على وجوهنا. لم أصدق ما يحدث، كان المشهد أشبه بكابوس مرعب».
وأكد شاب آخر كان داخل الكنيسة أن بعض المصلين حاولوا التصدي للمنفذ لكنه فجّر الحزام الناسف قبل السيطرة عليه.
ردود فعل رسمية ودولية منددة بالحادث
في أول رد فعل رسمي، أدان وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى الهجوم، مؤكدًا أن «الدولة ستكثف جهودها لمحاربة التنظيمات الإجرامية والمتطرفة ومحاسبة كل من له يد في هذه الجريمة النكراء».
كما توالت بيانات الإدانة من منظمات دولية وهيئات دينية دعت إلى تعزيز الحماية لدور العبادة وعدم التسامح مع الإرهاب مهما كان مبرره.
الكنائس في دمشق تحت الحماية المشددة
عقب الهجوم، أعلنت وزارة الداخلية السورية تعزيز الحماية الأمنية حول جميع الكنائس والمنشآت الدينية في دمشق والمدن الأخرى، تخوفًا من وقوع هجمات مماثلة.
وأشارت الوزارة إلى التنسيق المستمر مع الأجهزة الاستخباراتية لرصد أي تحركات مشبوهة وتحييد التهديدات الإرهابية بشكل استباقي.
في أعقاب الحادث، سادت أجواء من الحزن الممزوج بالتضامن بين سكان منطقة الدويلعة الذين تجمعوا أمام الكنيسة حاملين الشموع والورود، ورفعوا شعارات تطالب بالوحدة الوطنية ونبذ التطرف.
وأكد الأهالي أن الإرهاب لن يُفرّق نسيج المجتمع السوري، مشددين على أهمية التكاتف لمواجهة أعداء الحياة والإنسانية.