نفت وزارة النقل العراقية، اليوم الاثنين، صحة الأنباء التي تم تداولها مؤخرًا بشأن إغلاق المجال الجوي العراقي أمام حركة الطيران.
وأكد المتحدث باسم الوزارة، ميثم الصافي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “وزارة النقل تنفي إغلاق الأجواء العراقية أمام حركة الملاحة الجوية”، موضحًا أنه “لا صحة لإيقاف الرحلات الجوية بين العراق وتركيا أو أي وجهة أخرى”.
وشدد الصافي على أن “الرحلات الجوية مستمرة كالمعتاد عبر الأجواء العراقية”، مبينًا أن “مطارات العراق وأجواءه مفتوحة أمام جميع شركات الطيران العالمية والإقليمية دون تغيير أو تعطيل في حركة الملاحة”.
وجاء هذا التصريح ليضع حدًا لما وصفه مراقبون بـ”الضجة الإعلامية غير الدقيقة”، التي تصاعدت خلال الساعات الماضية على خلفية التطورات الأمنية شمال البلاد.
مسيّرة مفخخة قرب مطار أربيل.. والسلطات تفتح تحقيقًا
وفي تطور متصل أثار القلق الأمني، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، فجر اليوم، عن إسقاط طائرة مسيرة مفخخة قرب مطار أربيل الدولي.
وذكر الجهاز في بيان رسمي أن “المسيرة تم رصدها عند الساعة الثانية وعشرين دقيقة بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، وكانت تحلق في محيط مطار أربيل قبل أن يتم التعامل معها وإسقاطها بنجاح”.
وأشار البيان إلى أن الطائرة كانت مزودة بمواد متفجرة، وقد تم تدميرها بالكامل قبل أن تُلحق أية أضرار بشرية أو مادية.
وسُمع دوي انفجار قوي في محيط المطار، وفق ما أكدته مصادر أمنية محلية، مما دفع إلى استنفار أمني واسع في المنطقة، شمل تعزيزات وانتشارًا مكثفًا للقوى الأمنية.
القنصلية الأميركية تطلق صفارات الإنذار
تزامنًا مع الهجوم، أطلقت القنصلية الأميركية في أربيل صفارات الإنذار كإجراء احترازي، ما يعكس حالة التأهب الأمني العالي لدى البعثات الدبلوماسية في المدينة.
وأفادت مصادر بأن السفارة دعت موظفيها إلى الاحتماء داخل الملاجئ المخصصة تحسبًا لأي تهديد إضافي.
من جانبها، باشرت الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان بالتحقيق لتحديد الجهة المسؤولة عن إطلاق المسيرة، والمسار الذي سلكته، وسط تكتم رسمي حول الجهة المنفذة.
-هجمات سابقة.. وأمن أربيل في مرمى التهديدات
ويأتي هذا الحادث بعد أقل من أسبوعين من إسقاط طائرة مسيرة مفخخة أخرى في محيط المطار ذاته، بتاريخ 4 يوليو الجاري، في هجوم لم يسفر عن إصابات، لكنه أعاد إلى الأذهان سلسلة من الهجمات المشابهة التي استهدفت أربيل خلال السنوات الأخيرة.
فقد شهد مطار أربيل ومحيطه عدة عمليات باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ، كان آخرها في فترات متقطعة من العام الماضي، وغالبًا ما توجه أصابع الاتهام فيها إلى فصائل مسلحة موالية لإيران أو جماعات مجهولة الهوية.
بين النفي والقلق الأمني.. هل تكفي التطمينات الرسمية؟
رغم النفي الرسمي من وزارة النقل، والتأكيد على أن المجال الجوي العراقي يعمل بشكل طبيعي، فإن تكرار الهجمات بالطائرات المسيرة، خصوصًا قرب منشآت حيوية كمطار أربيل، يثير تساؤلات حول مدى فاعلية إجراءات التأمين، ومستقبل حركة الطيران في ظل تهديدات متصاعدة وغير معلنة المصدر.
ويرى مراقبون أن هذه الهجمات، حتى وإن لم تسفر عن أضرار كبيرة، تحمل رسائل أمنية خطيرة، خصوصًا مع قرب مواقع دبلوماسية وعسكرية حساسة من مناطق الاستهداف.
وتبقى الأنظار متجهة إلى ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية، وما إذا كانت ستكشف عن خيوط حقيقية تقود إلى الجهة المنفذة، أم أن الملف سيُضاف إلى قائمة الهجمات المجهولة التي لم تُغلق حتى الآن.