قال محللون يوم الثلاثاء إن الهجمات التي شنتها إسرائيل خلال الليل على غزة توقفت دون أن تشن غزوا بريا فوريا، مما يشير إلى أن قادتها ربما ينتظرون تقييم رد فعل حماس قبل العودة إلى حرب برية شاملة.
الغارات الإسرائيلية
جاءت الغارات الإسرائيلية، التي قال مسؤولون صحيون إنها أودت بحياة المئات، عقب أسابيع من المفاوضات غير المثمرة بشأن تمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس. وتعثرت المحادثات بعد أن ضغطت إسرائيل على حماس لإطلاق سراح أعداد كبيرة من الرهائن، وهي خطوة لم تكن حماس مستعدة لاتخاذها دون ضمانات بأن إسرائيل ستسمح لها بالبقاء في السلطة في غزة بعد انتهاء الحرب.
وتشير طبيعة الضربات التي نفذتها إسرائيل صباح الثلاثاء، إلى أن قيادتها تحاول إجبار حماس على تقديم تنازلات في تلك المحادثات، وهو تكتيك مميت وخطير قد يؤدي إلى حرب شاملة، بحسب محللين.
وقال مايكل ميلستين، المحلل الإسرائيلي للشؤون الفلسطينية والضابط الكبير السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إن إسرائيل، من خلال التركيز على الضربات الصاروخية بدلاً من العمليات البرية، تسعى إلى “دفع حماس لإظهار المزيد من المرونة”.
موقف “حماس”
قال السيد ميلستين: “شخصيًا، لا أعتقد أن حماس ستكون مستعدة للتخلي عن خطوطها الحمراء. أشعر بقلق بالغ من أننا سنجد أنفسنا خلال أيام قليلة في حرب استنزاف محدودة: غارات جوية متواصلة، لكن حماس لا تبدي أي استعداد للتنازل”.
وكانت هذه أول غارة كبيرة على غزة منذ أن وافقت إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار قبل نحو شهرين.
وبعد ست ساعات من بدء القصف، لم تقم حماس بإطلاق النار بعد ــ إما لأن قدراتها العسكرية تدهورت إلى حد كبير خلال المراحل الأولى من الحرب، أو لأنها سعت إلى تجنب رد أقوى من جانب إسرائيل.
هل هناك تراجع؟
لكنها لم تُبدِ أيَّ تراجعٍ علنيٍّ في المفاوضات، وفي بيانٍ لها، أدانت حماس الضربات، قائلةً إن إسرائيل حكمت على الرهائن المتبقين في غزة “بمصيرٍ مجهول”، ودعت إلى تحميلها “المسؤولية الكاملة عن انتهاك الاتفاق وإلغائه”.
وقال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بيزاليل سموتريتش في بيان إن هدف إسرائيل هو “تدمير حماس”، معربًا عن أمله في أن تتطور الهجمات الجديدة إلى عملية “مختلفة تمامًا عما تم القيام به حتى الآن”.
لكن في بيانها الرسمي الذي أعلنت فيه استئناف العمليات العسكرية المكثفة، كانت الحكومة الإسرائيلية أكثر حذرًا. تجنبت أي ذكر لطول العملية، أو ما إذا كانت ستشمل غزوًا بريًا كافيًا لإجبار حماس على التخلي عن السلطة. وبحلول منتصف النهار، أمر الجيش الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين بمغادرة منطقتين قريبتين من الحدود بين إسرائيل وغزة، لكنه امتنع مجددًا عن التصريح بنشر قوات ودبابات هناك.