يشهد العالم تحركات دبلوماسية غير مسبوقة، حول ملف فلسطين، خاصة بعد التطورات الأخيرة اللي قلبت الموازين، وبات حل الدولتين ليس مجرّد فكرة، هو مشروع متكامل لحياة كريمة وعدالة سياسية للفلسطينيين، وسلام دائم للجميع. وتضع المملكة العربية السعودية، هذا الحل في قلب كل مبادرة دبلوماسية، وتُذكّر العالم أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى.
ما هو حل الدولتين؟
حل الدولتين هو اقتراح لتسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 “أي الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس الشرقية عاصمة لها”، وتعيش دولة إسرائيل بجوارها في سلام وأمن.
هذا الحل تدعمه الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية، وعدد كبير من الدول الغربية والعربية. الدولة الفلسطينية المستقلة هي حجر الزاوية للسلام الشامل، ولا يمكن إيجاد سلام حقيقي إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة، وعلى رأسها حق إقامة دولتهم.
التهجير القسري أو التجويع أدوات مرفوضة تمامًا في التعامل مع الشعب الفلسطيني، ولا يمكن ربط دخول المساعدات إلى غزة بوقف إطلاق النار.
حاليًا، أكثر من 138 دولة تعترف بدولة فلسطين. يجب الدفع نحو الاعتراف الرسمي بها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، خصوصًا من الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي أراضي محتلة منذ 1967، وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي.
يتطلب الحل النهائي الآتي: “وضع القدس، حق العودة للاجئين الفلسطينيين، المياه والحدود والأمن، توفير آلية دولية لحماية الدولة الفلسطينية الوليدة من أي اعتداء، إشراف دولي على الانتقال السياسي والاقتصادي”.
لماذا يعارض الاحتلال الإسرائيلي الحل؟
يرفض الاحتلال الإسرائيلي إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة حقيقية، ويواصل التوسع الاستيطاني في الضفة، ويُصر على بقاء السيطرة الأمنية الكاملة في الضفة الغربية، ويطالب بـ”سلام اقتصادي” بدون تنازلات سياسية حقيقية – وهذا ما يُسمّى السلام المجاني.
حل الدولتين ينزع فتيل الصراع المستمر منذ أكثر من 75 عامًا، ويقوّي الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة، ويُنهي الذرائع التي تُستخدم لتبرير العنف والتطرف، ويُمهّد الطريق لشراكات وتنمية شاملة في الشرق الأوسط.
ويتطلب تحقيق ذلك الضغط الدولي على إسرائيل لوقف العدوان والاستيطان، ودعم مبادرات السلام من خلال الأمم المتحدة، وتمويل مشاريع البنية التحتية للدولة الفلسطينية، وإرسال مراقبين دوليين لحماية الشعب الفلسطيني.