في تصريحات مثيرة للجدل، أكد رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مع جنود احتياط من “لواء 5″، أن الهدف الرئيسي في المرحلة الحالية من الحرب هو استعادة المحتجزين الإسرائيليين وهزيمة حركة حماس بشكل كامل. واعتبر نتنياهو أن حماس يجب أن “ترفع الراية البيضاء” وتستسلم، وهو ما يعكس التصعيد الواضح في الخطاب الإسرائيلي تجاه الحركة الفلسطينية.
وتابع نتنياهو قائلاً: “قد يرفعون راية الإجلاء، ونحن نعمل على ذلك”، في إشارة إلى خطة ترحيل قادة حركة حماس من قطاع غزة. هذه التصريحات تشكل جزءًا من استراتيجية الاحتلال التي تتضمن مزيدًا من الضغوط العسكرية والسياسية على حماس، عبر تفعيل جهود مع الإدارة الأمريكية من أجل نقل قادة الحركة إلى دولة ثالثة. وهو ما يعكس تحولًا في استراتيجية الاحتلال، التي تهدف إلى إضعاف الحركة وإضعاف قدرتها على التحكم في القطاع.
تصريحات نتنياهو تأتي في وقت يشهد فيه قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، لا سيما في مدينة رفح جنوب القطاع، حيث تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية التي أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين. هذا التصعيد، إلى جانب الكارثة الإنسانية المتفاقمة نتيجة الحصار والعمليات العسكرية، أدى إلى ارتفاع الضغوط الدولية على كيان الاحتلال للحد من العمليات العسكرية والتعامل مع الوضع الإنساني في القطاع.
المواقف العربية من الخطة الإسرائيلية
في المقابل، كانت المواقف العربية من خطة الاحتلال المتعلقة بنقل قادة حماس إلى دولة ثالثة حازمة في معظمها، حيث أعلنت العديد من الدول العربية رفضها التام لأي محاولات لتقويض سيادة قطاع غزة أو فرض حلول غير مقبولة على الشعب الفلسطيني.
في تصريح رسمي، أكدت جامعة الدول العربية دعمها الكامل لحقوق الفلسطينيين ورفضها التدخلات الخارجية التي تهدف إلى فرض حلول سياسية على حساب الشعب الفلسطيني. واعتبرت أن أي محاولات لنقل قادة حماس أو التدخل في شؤون غزة لن تؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد الوضع، وتزيد من معاناة المدنيين الذين يعانون من الحصار والدمار المستمر.
ومن جانبها، أكدت بعض الدول الخليجية أنها لن تقبل بتوطين قادة حماس أو أي خطة تهدف إلى تفكيك أو تحييد الحركة الفلسطينية. وأعربت عن دعمها لحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، مشددة على أن أي حل سياسي يجب أن يكون تحت قيادة الشعب الفلسطيني وبموافقتهم.
وفيما يتعلق بالدول العربية التي تسعى لتحقيق مصالح إقليمية في المنطقة، لم يتفق الجميع على الموقف نفسه. فبعض الدول أبدت تحفظاتها على الموقف الفلسطيني، مشيرة إلى أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل، ولكنها في الوقت ذاته أكدت ضرورة ضمان حقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته في قطاع غزة.
جهود الاحتلال الدولية
أما بالنسبة لجهود الاحتلال للتنسيق مع الولايات المتحدة وحلفائها، فقد تركزت في محاولة ممارسة ضغوط على دول ثالثة لقبول استضافة قادة حماس. إلا أن هذا الاقتراح يواجه اعتراضات شديدة من دول عدة، مما يعكس تباين المواقف الإقليمية والدولية بشأن الحلول المطروحة.
الاحتلال يسعى إلى إضعاف حماس عبر نقل قادتها إلى دول أخرى، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع على الأرض، حيث تظل المناقشات الدولية حول الموقف في غزة محطًا للخلاف بين القوى الكبرى، مع استمرار الضغوط على الدول التي قد تُعرض لهذه الحلول.
حكومة الاحتلال تستند إلى استراتيجية شاملة تهدف إلى القضاء على الحركة الفلسطينية في غزة، لكن هذا يترافق مع تداعيات إنسانية وسياسية معقدة. فما بين التصعيد العسكري والضغوط الدولية المتزايدة، تظل مواقف الدول العربية في دعم حقوق الفلسطينيين ثابتة، مع رفضها للمحاولات الإسرائيلية لتغيير الواقع السياسي في غزة. ومع تزايد الضغوط على الاحتلال، يبقى الوضع في غزة غامضًا، مع عدم وضوح الآفاق المستقبلية لما قد تسفر عنه هذه الحرب.