عاش المصريون أمس ليلة صعبة، بعد وقوع زلزال بقوة 6.1 درجة على مقياس ريختر في البحر الأبيض المتوسط، قبالة السواحل المصرية، في تمام الساعة 01:54 صباح أمس الأربعاء 14 مايو 2025، وشعر به عدد من سكان القاهرة والمحافظات الساحلية.
أسباب الزلزال
وأرجع معهد البحوث الفلكية سبب شعور المصريين بالزلزال إلى موقع الهزة الأرضية الذي يقع على بعد 631 كم شمال رشيد، وأكد معهد الفلك أن عمق الزلزال كان كبيرًا، مما أدى إلى شعور الناس به في مناطق واسعة.
من جانبه، قال الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن الزلزال كان قويًا نسبيًا، وأن عمقه الكبير ساهم في شعور غالبية سكان المحافظات به، خاصة محافظات الدلتا نظرًا لطبيعة تربتها الطينية التي تُسهّل انتقال الموجات الزلزالية. وأكد أن المعهد لم يسجل حتى الآن أي إنذارات بحدوث تسونامي، لأن شدة الزلزال أقل من 7 درجات على مقياس ريختر.
هل هناك أضرار؟
حتى الآن، لم ترد أي بلاغات عن أضرار بشرية أو مادية نتيجة للزلزال، وفقًا لما أعلنه الهلال الأحمر المصري. ومع ذلك، فقد تحركت غرفة عمليات الهلال الأحمر المصري على مدار الساعة لمتابعة تداعيات الهزة الأرضية.
تعليق الحكومة
أعلنت الحكومة المصرية عن تفعيل خطة الطوارئ في المدن الساحلية، تحسبًا لأي تطورات، وأهابت بالمواطنين تجنب الاقتراب من المباني القديمة أو التي تظهر عليها تشققات، والاتصال بالخط الساخن 15322 للإبلاغ عن الحالات الطارئة.
وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة كبيرة عبر خلالها الناس عن شعورهم بلحظة الزلزال. وانتشرت التعليقات الساخرة والطريفة، مثل “الزلزال اللي محستش بيه” و”الجمعة المقبلة مظاهرة مليونية لإعادة الزلزال”.
هل هناك توقع لزلزال آخر؟
وأكد مركز البحوث الفلكية، أن مصر بعيدة عن الأحزمة الزلزالية الرئيسية، مما يقلل من خطر حدوث زلازل كبيرة. ومع ذلك، فإن قرب مصر من بعض المناطق النشطة زلزاليًا مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر يجعلها تتأثر ببعض الزلازل متوسطة القوى.
وصدت الشبكة القومية للزلازل هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر، وأخرى بقوة 4.26 ريختر شمال مرسى مطروح، وتعمل الشبكة على مدار الساعة لمتابعة أي تطورات.
جدير بالذكر أن مصر هي من أوائل الدول في مجال رصد الزلازل، حيث يعود تاريخها لأكثر من 150 سنة، وتعمل الشبكة القومية للزلازل من خلال 70 محطة تم اختيار أماكنها بدقة في ضوء التاريخ الزلزالي لمصر.
نصائح للمواطنين
وأوصت الحكومة المواطنين، بتجنب الاقتراب من المباني القديمة أو التي تظهر عليها تشققات، والاتصال بالخط الساخن 15322 للإبلاغ عن الحالات الطارئة، ومتابعة التحديثات عبر الصفحة الرسمية للهلال الأحمر المصري.
وحتى الآن، لم ترد أي بلاغات عن أضرار حتى الآن، وتعمل الحكومة على متابعة تداعيات الهزة الأرضية. من الصعب توقع حدوث زلزال آخر، ولكن مصر مستعدة لمواجهة أي طارئ.
هل تتعرض مصر لتسونامي؟
من جانبه، حرص الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، على التعليق على تفاصيل الزلزال الذي وصف ب “زلزال نص الليل”.
وقال شراقي في منشور له عبر صفحته الشخصيه “فيسبوك”: إن الزلزال الذي شهدته منطقة شرق البحر المتوسط في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 14 مايو 2025 الساعة 1:51 صباحا شرق جزيرة جزيرة كريت بقوة حوالى 6.1-6.4 درجة على مقياس ريختر، على عمق 76 كم، ويبعد عن الأسكندرية بحوالي 500 كم، موضحا أن التسونامي يحدث بعد الزلازل القوية أكبر من 6.5 درجة التي تحدث في البحار أو المحيطات.
وتابع: “يقع الزلزال عند التقاء الصفيحتين التكتونيتين الإفريقية والأوروأسيوية، وهي منطقة زلالزل يومية تتراوح بين 2-4 درجة، زلزال تركيا الشهير في فبراير 2023 بقوة 7.8 درجة، أشهر وأقوى الزلازل في البحر المتوسط، وحدث في يوليو 365م، بالقرب من الساحل الغربي لجزيرة كريت أعقبه تسونامي ضخم تسبب في دمار واسع النطاق في جميع أنحاء شرق المتوسط”، نافيا إمكانية تعرض مصر لتسونامي.