في موقف تصعيدي جديد، توعّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير حركة حماس بدفع “ثمن باهظ” بسبب ما وصفه بتعنتها في ملف المفاوضات، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي لن يتوانى عن توسيع عملياته البرية في قطاع غزة واحتلال المزيد من المناطق، إذا استمر الجمود الحالي.
وجاءت تصريحات زامير خلال زيارة ميدانية قام بها اليوم الثلاثاء إلى قطاع غزة، برفقة عدد من كبار قادة الجيش، بينهم قائد المنطقة الجنوبية يانيف عاسور، وقائد الفرقة 98 غاي ليفي، وقادة ميدانيون آخرون، وذلك في ظل استمرار العمليات العسكرية والجمود الذي يكتنف مفاوضات تبادل الأسرى الجارية بوساطة قطرية ومصرية.
وقال زامير في تصريحات نقلها المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي:
“حماس ستدفع ثمن تعنتها – سنواجهها بقوة نارية هائلة، وسنوسع المناورة، ونحتل مناطق أخرى، وندمر البنى التحتية الإرهابية، حتى يتم حسم المعركة. نحن في موقع الدفاع عن أنفسنا، ومن هذا المنطلق علينا أن نهاجم”.
تلويح بالقوة مقابل اتفاق محتمل
رغم نبرته التصعيدية، ترك زامير هامشًا للتفاوض، مشيرًا إلى أن “حماس تقف أمام خيار واحد فقط: إطلاق سراح المختطفين”. وأضاف: “إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن جيش الدفاع الإسرائيلي سيعرف كيف يُكيف عملياته بما يتماشى مع ذلك”.
وتزامنت هذه التصريحات مع قرار سياسي لافت اتخذه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قضى بسحب عدد من أعضاء الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات الدوحة، من بينهم منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، ومسؤول بارز في جهاز الشاباك يُعرف بالحرف “ميم”. ويقود الاثنان الجانب الإسرائيلي في المحادثات الجارية حول التهدئة وتبادل الأسرى، ما يشير إلى جمود محتمل أو تعثر جديد في مسار التفاوض.
رسالة إلى الفلسطينيين: “قيادتكم مسؤولة عن هذا الدمار”
وفي حديث مباشر إلى سكان قطاع غزة، حاول زامير تحميل المسؤولية الكاملة لحركة حماس، قائلاً:
“لسنا نحن من جلب الدمار إلى غزة، ولسنا من بدأ هذه الحرب، ولم نكن من نهبكم الطعام أو المأوى أو المال. نحن لا نختبئ في المستشفيات أو المدارس – قيادتكم هي من تتحمل المسؤولية، وهي من تحتجز مختطفينا”.
دفاع عن “أخلاقية القتال”
وشدد زامير على أن الجيش الإسرائيلي “يعمل وفق قيمه وأخلاقياته، وملتزم بالقانون الدولي”، معتبرًا أن “أي محاولة للتشكيك في أخلاقيات جيش الدفاع أو جنوده لا تستند إلى وقائع حقيقية”.
مؤشرات على مرحلة جديدة من التصعيد
زيارة زامير وتصريحاته الميدانية تأتي في وقت حساس، حيث تشير التطورات إلى احتمال عودة التصعيد العسكري على نطاق أوسع، لا سيما مع توقف التفاوض وتراجع فرص التوصل إلى اتفاق سريع. ويبدو أن إسرائيل بصدد تهيئة الرأي العام الداخلي والدولي لموجة جديدة من العمليات البرية العنيفة في عمق قطاع غزة، على خلفية التعثر المستمر في ملف الأسرى، واستمرار التهديدات الأمنية.