قالت كايا كالاس، الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، إن الحكومة الإسرائيلية وافقت على اتخاذ سلسلة من الخطوات التي وصفتها بـ”المهمة” لتحسين الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، في خضم الحرب المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي بيان رسمي صدر مساء الخميس، أوضحت كالاس أن الإجراءات الجديدة تشمل زيادة كبيرة في عدد شاحنات المساعدات التي يُسمح لها بالدخول يومياً إلى القطاع، إضافة إلى فتح معابر حدودية إضافية، وتسهيل إعادة تشغيل الطرق المستخدمة في توصيل المساعدات الإنسانية. وأشارت أيضاً إلى التزام إسرائيلي بإتاحة توزيع الإمدادات الغذائية التي تشمل تشغيل المخابز والمطابخ العامة، واستئناف توصيل الوقود إلى المرافق الإنسانية، إلى جانب السماح بأعمال إصلاح عاجلة للبنية التحتية الحيوية، وخصوصاً شبكات الكهرباء والمياه.
وأكدت كالاس أن هذه التدابير بدأت بعض عناصرها بالتنفيذ، فيما يُنتظر تطبيق بقية الإجراءات خلال الأيام المقبلة، على أساس تفاهم مشترك بضرورة توصيل المساعدات مباشرة إلى السكان المدنيين، مع الاستمرار في اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تحويل الإمدادات إلى حركة “حماس”.
ورغم الإعلان الأوروبي، لم يصدر أي تعليق رسمي أو تأكيد من جانب الحكومة الإسرائيلية حول مضمون هذه الإجراءات أو توقيتها، ما يثير تساؤلات حول مدى التزام تل أبيب بالتنفيذ العملي على الأرض، في ظل تعقيدات أمنية وسياسية لا تزال تلقي بظلالها على الملف الإنساني.
وفي السياق ذاته، أفاد دبلوماسي أوروبي، في تصريحات خاصة لقناة العربية، أن تنفيذ الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يستلزم توضيحاً بشأن العلاقة مع ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه المؤسسة أو دورها. وأضاف أن التفاهمات الأخيرة قد تمهّد لاستئناف عمل بعثة المراقبة الأوروبية في معبر رفح، والتي كانت قد توقفت منذ سنوات بسبب الأوضاع الأمنية والانقسام الفلسطيني الداخلي.
وتأتي هذه التحركات في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يعيش السكان أوضاعاً كارثية في ظل الدمار واسع النطاق، والانهيار الشامل للخدمات، واستمرار النزوح الجماعي، الذي طال أكثر من 85% من سكان القطاع، وفق تقديرات منظمات الإغاثة.
ويُنظر إلى الخطوات التي أعلنتها كالاس على أنها اختبار جديد لمدى استعداد إسرائيل للتجاوب مع المطالب الدولية، وسط تحذيرات منظمات أممية من تفشي المجاعة، خاصة في مناطق شمال القطاع التي لا تزال شبه معزولة عن الإمدادات منذ شهور.