أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية، اليوم الأربعاء، أن قوتين إسرائيليتين اخترقتا الحدود الجنوبية للبنان خلال ساعات قليلة، في خرق واضح للخط الأزرق الذي يفصل بين البلدين.
وفي التفاصيل، تجاوز أكثر من 50 جنديًا إسرائيليًا الخط الأزرق فجر اليوم، وتوغلوا في منطقة بئر شعيب شرق بلدة بليدا، مصطحبين جرافتين لتنفيذ أعمال تجريف داخل الأراضي اللبنانية.
وقبل ذلك بساعات، توغلت قوة إسرائيلية أخرى، معززة بآليتين وجرافة مجنزرة، في منطقة كروم المراح قرب بلدة ميس الجبل، بعد أن خرقت السياج التقني الشائك. ولم يُحدد ما إذا كانت هذه القوة قد تجاوزت الخط الأزرق.
الخط الأزرق.. حدود غير رسمية ومصدر دائم للتوتر
الخط الأزرق هو خط انسحاب رسمته الأمم المتحدة في يونيو 2000 بين لبنان من جهة، وإسرائيل وهضبة الجولان من جهة أخرى. ورغم أنه لا يُعترف به كحدود دولية، فإنه يمثل معيارًا أساسيا لرصد الخروقات.
الانتهاكات الإسرائيلية لهذا الخط مستمرة منذ أشهر، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع برعاية أمريكية فرنسية في نوفمبر 2024.
انتهاك للتهدئة.. وجيش الاحتلال ما زال متمركزًا
رغم إعلان الانسحاب الجزئي من جنوب لبنان بعد اتفاق التهدئة، لا تزال إسرائيل تحتل خمس تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، مع استمرار الخروقات شبه اليومية.
وبحسب إحصائيات رسمية نقلتها وكالة الأناضول، أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023 عن أكثر من 4 آلاف شهيد و17 ألف جريح، بالإضافة إلى نزوح 1.4 مليون شخص، فيما لا يزال الجنوب تحت خطر دائم.
توقيف يمني بتهمة التجسس لصالح الموساد
وفي تطور أمني آخر خطير، أعلنت السلطات اللبنانية توقيف مواطن يمني في بيروت، بتهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي، وتزويده بمعلومات عن الحوثيين في اليمن ولبنان.
وكشف مصدر قضائي أن الموقوف كان يتواصل مع جهات إسرائيلية منذ وصوله إلى لبنان قبل شهرين، وأقر بتعاونه مع الموساد، لافتًا إلى أنه كان يعمل بمفرده، ضمن ما يبدو أنه نمط جديد لتجنيد العملاء بعيدًا عن الشبكات التقليدية.
القضاء يتحرك.. والموقوف يواجه تهما خطيرة
بعد اعتقاله، أُحيل المشتبه به إلى النيابة العامة العسكرية، حيث وُجهت إليه تهم التجسس، والتواصل مع العدو، والمس بأمن الدولة، وصدر بحقه أمر توقيف وجاهي.
ويأتي هذا التوقيف بعد سلسلة من الاعتقالات التي طالت أكثر من 30 مشتبهاً بالتجسس لصالح إسرائيل، بينهم شخصيات من الحلقة الضيقة المحيطة بحزب الله، ما يعكس تصعيدًا استخباراتيًا متزايدًا من قبل إسرائيل على الساحة اللبنانية.
خريطة مشتعلة.. ولبنان على حافة الانفجار
وتعيش الحدود اللبنانية الإسرائيلية حالة احتقان متجدد، مع تنامي التوترات العسكرية والأمنية، وسط مخاوف من أن تشعل الخروقات المتكررة شرارة مواجهة جديدة، في وقت لم تندمل فيه بعد جراح الحرب الأخيرة.