في تصعيد جديد يُنذر بتوسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية اليوم (الأحد) أنها نفذت هجوماً صاروخياً استهدف مدينة يافا وسط إسرائيل، باستخدام صواريخ باليستية، بالتنسيق المباشر مع الحليف الإقليمي إيران، وفق ما أوردته وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادر في الجماعة.
العملية التي جاءت في ظل استمرار الاشتباك العسكري بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة، تعكس توسع دائرة الرد الإيراني غير المباشر ضد تل أبيب، وتؤكد بحسب مراقبين “التشابك الخطير بين الجبهات المتعددة التي تواجهها إسرائيل في وقت واحد”.
النيران تشتعل في قلب إسرائيل.. وصافرات الإنذار تدوي
ووثقت وسائل إعلام إسرائيلية لحظات تصاعد أعمدة الدخان والنيران في موقع سقوط أحد الصواريخ على مدينة يافا، بينما دوت صفارات الإنذار في عدد من المناطق المجاورة، مما أثار حالة من الهلع بين السكان.
ورغم اعتراض منظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية لغالبية المقذوفات، أفادت تقارير أولية بوقوع أضرار مادية، دون تأكيد وقوع إصابات حتى لحظة إعداد التقرير.
الحوثيون: ندعم غزة عسكرياً.. ورسائلنا “ستستمر”
في بيان مقتضب بثّته قناة “المسيرة” التابعة للجماعة، قال المتحدث العسكري للحوثيين إن “العملية جاءت في سياق دعم شعبنا الفلسطيني في غزة، وسنواصل ضرباتنا بالتنسيق الكامل مع محور المقاومة”، في إشارة إلى التحالف الإقليمي الذي تقوده إيران ويضم حزب الله اللبناني وعدة فصائل عراقية.
التصريحات أكدت على “تكامل الجبهات” واستمرار العمل المشترك مع إيران، ما يُفسّر الهجمات الحوثية كجزء من استراتيجية رد محور المقاومة على القصف الإسرائيلي الأخير لطهران، والذي تسبب في مقتل مسؤولين بالحرس الثوري.
إسرائيل: نحمل طهران المسؤولية.. وسنرد بقوة
من جانبه، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن “الهجوم الأخير لا يمكن أن يمر دون رد”، مشيراً إلى أن الحوثيين يعملون كذراع إيرانية في المنطقة، وأن “إسرائيل تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين”.
وأضافت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها بصدد دراسة خيارات الرد، بالتنسيق مع الحلفاء الدوليين، على “التهديدات المتصاعدة القادمة من اليمن والعراق وسوريا ولبنان”.
دلالات سياسية وعسكرية للهجوم الباليستي
يرى محللون أن الهجوم الأخير يشير إلى تنامي القدرات الصاروخية للحوثيين، وإلى استعدادهم للانخراط في عمليات هجومية خارج الحدود اليمنية، ما يعكس تحولهم من جماعة محلية إلى لاعب إقليمي ضمن حسابات إيران.
كما يُعد التنسيق المعلن مع طهران، تطوراً لافتاً في مسار الصراع، حيث يضع إيران في دائرة الاتهام المباشر بزعزعة الاستقرار في المنطقة، رغم محاولاتها الفصل بين دعمها السياسي والفني للجماعات المسلحة وبين العمل العسكري الميداني.
هل تتوسع المواجهة؟
يبقى السؤال الأبرز: هل تقف إسرائيل عند حدود ردود محسوبة؟ أم أن الهجمات القادمة من اليمن ستكون ذريعة لتوسيع رقعة المواجهة إلى جبهة الجنوب، وربما تُشعل فتيل حرب إقليمية متعددة الأطراف؟
الإجابة ستتضح خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل ترقب عالمي لأي مؤشرات تشير إلى تحول جبهات الدعم إلى ميادين قتال فعلية، وهو ما تخشاه العواصم الغربية وتعمل على احتوائه دبلوماسيًا حتى اللحظة.