بعد ليلة من الشلل الجوي وتوقف الرحلات، أعادت السلطات اللبنانية صباح اليوم السبت، فتح المجال الجوي للبلاد مؤقتاً، وسط حالة من الترقب والقلق بين المسافرين وشركات الطيران.
وأوضح وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني فايز رسامني، في بيان رسمي، أن المجال الجوي أعيد فتحه اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، مؤكداً أن قرار الإغلاق المؤقت الذي بدأ مساء أمس جاء نتيجة «ضرورات أمنية بحتة».
رسامني يعتذر: الإجراءات قسرية ولكنها ضرورية
ووجّه الوزير اعتذاراً للمسافرين المتضررين من قرارات الإغلاق، سواء من القادمين أو المغادرين، مشدداً على أن “سلامة المسافرين والمرافق الجوية تبقى أولوية مطلقة”، مشيراً إلى أن الظروف التي استدعت الإغلاق طارئة ومرتبطة بتقييم أمني متغير.
وأكد أن التنسيق مع مديرية الطيران المدني مستمر لحظة بلحظة، وأن أي قرارات لاحقة تُتخذ بناءً على معطيات أمنية يتم تحديثها باستمرار.
طيران الشرق الأوسط تستأنف رحلاتها جزئياً
من جانبها، أعلنت شركة “طيران الشرق الأوسط” اللبنانية أنها استأنفت تشغيل جميع الرحلات المغادرة من بيروت المقررة بعد الساعة الواحدة ظهراً، بعد أن كانت قد أوقفت رحلاتها بشكل مؤقت مساء الجمعة وحتى صباح اليوم.
وأشارت الشركة في بيان رسمي إلى أنها ستبذل كل الجهود لإعادة جدولة الرحلات المتأخرة أو الملغاة، داعية المسافرين إلى مراجعة مكاتبها أو التواصل مع وكلائها المعتمدين للحصول على معلومات محدثة.
إغلاق جديد في الأفق: من 10:30 مساءً حتى 6 صباحاً
ورغم عودة النشاط المؤقت، أعلنت السلطات اللبنانية أنها ستغلق المجال الجوي مجدداً الليلة، بدءاً من الساعة 10:30 مساءً وحتى الساعة 6:00 من صباح الأحد، مما أثار موجة جديدة من القلق لدى المسافرين وشركات الطيران على حد سواء.
وتسببت هذه التبدلات المفاجئة في تعطيل عدد كبير من الرحلات الدولية، حيث أظهرت صور صالة الوصول في مطار رفيق الحريري الدولي خالية تقريباً من الركاب صباح اليوم، فيما تكدس عشرات المسافرين في صالات الانتظار عقب الإعلان عن الإغلاق الجديد.
الغموض الأمني يخيّم على المشهد
ورغم التطمينات الرسمية، لم تكشف السلطات اللبنانية عن طبيعة التهديد الأمني الذي أدى إلى الإغلاقات المتكررة، ما دفع بمراقبين إلى ربط الإجراءات بتصاعد التوترات الإقليمية ومخاوف من امتداد تداعياتها إلى الأجواء اللبنانية.
ويأتي هذا التطور في وقت حساس تمر به البلاد، وسط أزمة اقتصادية متفاقمة، مما يضع مزيداً من الضغط على البنية التحتية للطيران المدني والخدمات اللوجستية المرتبطة به.
المسافرون في حيرة: هل تستمر الإغلاقات؟
وأعرب عدد من الركاب عن استيائهم من حالة عدم اليقين، مشيرين إلى أن قرارات الإغلاق المتقطعة تربك خطط السفر وتحمّلهم تكاليف إضافية غير متوقعة.
وقال أحد المسافرين في مطار بيروت: «ألغيت رحلتي الليلة الماضية، وحجزت مجدداً صباح اليوم، والآن يقولون إن المجال الجوي سيُغلق مجدداً الليلة… هذا عبث».
انتظار ما ستحمله الساعات المقبلة
ومع استمرار التقلبات في قرارات فتح وإغلاق المجال الجوي، تبقى الأنظار متجهة نحو الجهات الأمنية والرسمية في لبنان، بانتظار أن تتضح طبيعة التهديدات المؤثرة، وما إذا كانت البلاد بصدد الدخول في مرحلة جديدة من الإجراءات الاستثنائية، أم أن الفتح الجزئي الذي جرى اليوم سيكون بداية لانفراج تدريجي في حركة الطيران.