فشل خطة السلام.. بين عناد زيلينسكي وتهديدات ترامب

ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب باللوم على فلاديمير زيلينسكي في إفشال خطته للسلام برفضه قبول خسارة شبه جزيرة القرم. موضحا أن زيلينسكي “يطيل أمد القتل” وحذر كييف من قبول المطالب الأمريكية أو المخاطرة بالسيطرة الروسية الكاملة.

وقال زيلينسكي يوم الأربعاء إن أوكرانيا لن تقبل بأن تصبح شبه جزيرة القرم جزءا قانونيا من روسيا – وهو مطلب رئيسي في خطة ترامب المكونة من سبع نقاط لإنهاء الحرب. ورد ترامب: “بإمكانه أن يحصل على السلام أو أن يقاتل لمدة ثلاث سنوات أخرى قبل أن يخسر البلد بأكمله”. حسب تقرير نشرته صحيفة التلغراف البريطانية.

إطالة أمد القتل

وأضاف: “تصريح زيلينسكي لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد “ساحة القتل”، ولا أحد يريد ذلك! نحن قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق، لكن على الرجل الذي “لا يملك أوراق لعب” أن يُنجز الأمر الآن، أخيرًا”. وفي حديثه من المكتب البيضاوي مساء الأربعاء، بدا ترامب وكأنه يلمح إلى أن أوكرانيا هي التي تجعل محادثات السلام صعبة، وليس روسيا.

خلال توقيع أمر تنفيذي، قال ترامب: “أعتقد أن روسيا مستعدة.. علينا التوصل إلى اتفاق مع روسيا. علينا التوصل إلى اتفاق مع زيلينسكي. ظننتُ أن التعامل مع زيلينسكي كان أسهل، لكن حتى الآن كان أصعب. لا بأس. أعتقد أن لدينا اتفاقًا مع كليهما. آمل أن يفعلا ذلك. وقال الرئيس الأمريكي أيضا إنه لا يعرف ما إذا كان الزعيم الأوكراني سيحضر جنازة البابا هذا الأسبوع.

ووصف لافروف الصراع في أوكرانيا بأنه “حرب شرسة”، وأضاف أنه يأمل أن يتمكن السيد زيلينسكي من “حل هذه المشكلة”. وأعربت بريطانيا عن دعمها لأوكرانيا في الخلاف مع الولايات المتحدة بعد انهيار محادثات السلام في لندن يوم الأربعاء. وقالت الحكومة البريطانية إن المملكة المتحدة “لن تتخلى أبدا عن أوكرانيا” بعد أن قال جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، إن الولايات المتحدة ستتخلى عن المحادثات إذا لم توافق أوكرانيا على شروط ترامب للسلام.

تجميد خط المواجهة

وتتضمن خطة السلام التي تقودها الولايات المتحدة تجميد خط المواجهة الحالي، مما يسمح لفلاديمير بوتن بالاحتفاظ بكل مكاسبه الإقليمية تقريبا، والاعتراف الدولي بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم. وعلمت صحيفة التلغراف أنه في حين تدعم بريطانيا موقف كييف، فقد استخدم الدبلوماسيون اجتماعات في لندن يوم الأربعاء لحث الأوكرانيين على التحرك بشكل أقرب نحو الاقتراح الذي قدمته واشنطن.

وحذر مسؤولون بريطانيون من أن الولايات المتحدة لن تعود على الأرجح إلى طاولة المفاوضات ما لم يلحظ البيت الأبيض تقدما واضحا في الأيام المقبلة. لكن بريطانيا وفرنسا وألمانيا شكلت أيضا جبهة موحدة في معارضة محاولة ترامب تسليم الأراضي الأوكرانية قبل أن توافق روسيا على وقف إطلاق النار الكامل. وستحذر الدول الأوروبية، التي تقود تحالفا دوليا لدعم أوكرانيا، الولايات المتحدة من أن هناك حافزاً ضئيلاً يدفع بوتن إلى وقف القتال إذا كان الغرب قد سلم بالفعل أراضيه.

وفي الوقت نفسه، يُفهم أيضًا أن داونينج ستريت تستخدم القنوات الدبلوماسية لإقناع الإدارة الأمريكية بممارسة المزيد من الضغوط على بوتين ليأتي إلى طاولة محادثات السلام. ومع تعمق الخلاف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، تعهدت بريطانيا بأنها “لن تتراجع أبدا” عن كييف.

الضغط على الأوكرانيين

وقال متحدث باسم السير كير ستارمر: “لقد دعمنا الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لضمان نهاية مستدامة للحرب. أعتقد أن هذا ما نرغب جميعًا في رؤيته”. ودعما لرفض زيلينسكي الاعتراف بشبه جزيرة القرم كجمهورية روسية، أضاف: “في نهاية المطاف، يتعين على أوكرانيا أن تقرر مستقبلها”.

وأوضح مصدر دفاعي بريطاني لصحيفة “ديلي تلغراف” إن من الخطأ الإشارة إلى أن المملكة المتحدة سوف تحذو حذو الولايات المتحدة، وأنها لن تنصح أوكرانيا بقبول الاتفاق كما هو.. إن الأوكرانيين سوف يقودوننا”، مضيفا أن الجيش البريطاني “سيواصل تدريب الأوكرانيين” كجزء من عملية إنترفليكس، بغض النظر عن نتيجة اتفاق السلام.

تم تخفيض أهمية اجتماع لندن بعد أن قرر ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي وستيف ويتكوف كبير المفاوضين الأمريكيين بشأن روسيا عدم السفر في اللحظة الأخيرة. حاولت بريطانيا إنقاذ المحادثات من خلال إقناع الأوكرانيين بإظهار استعدادهم لدعم مقترحات البيت الأبيض. في حين قال ترامب إنه يتطلع إلى “أن يكون قادرا على مساعدة أوكرانيا وروسيا على الخروج من هذه الفوضى الكاملة والشاملة”، أصبح نائبه أول مسؤول أمريكي يحدد بشكل واضح الخطوط العريضة للمقترح الأمريكي.

وقال بومبيو للصحفيين خلال زيارة للهند “لقد أصدرنا اقتراحا صريحا للغاية لكل من الروس والأوكرانيين، وحان الوقت لهم إما أن يقولوا نعم أو أن تنسحب الولايات المتحدة من هذه العملية”.. إن الطريقة الوحيدة لوقف القتل حقًا هي أن تضع الجيوش أسلحتها جانبًا، وتجمد هذا الأمر، وتستمر في العمل على بناء روسيا وأوكرانيا أفضل”.

وتابع فانس إن كلا الجانبين سوف يتعين عليهما قبول التنازل عن الأراضي التي يمتلكونها أو يسيطرون عليها كجزء من أي تسوية سلمية. وأضاف: “أعتقد أن الخطوط الحالية، أو ما يقاربها، هي التي ستُرسم عندها الخطوط الجديدة في نهاية المطاف”. “هذا يعني، بالطبع، أن على الأوكرانيين والروس التخلي عن بعض الأراضي التي يسيطرون عليها حاليًا”.

الإحباط المتزايد في البيت الأبيض

وتسلط تصريحات الرئيس ونائب الرئيس الضوء على الإحباط المتزايد في البيت الأبيض بسبب عجزهما عن جلب نهاية سريعة للصراع الذي أثارته غزو بوتن لأوكرانيا. قبل ساعات من تصريحات السيد فانس، قال السيد زيلينسكي للصحفيين في كييف إنه لا يستطيع الموافقة على مطالب الولايات المتحدة بالاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم. لا مجال للحديث عنه. هذا ينتهك دستورنا. هذه أراضينا، أراضي شعب أوكرانيا.

سيسافر ويتكوف إلى موسكو لعقد جولته الثالثة من المحادثات مع بوتين. وكان الأخير قد رفض بالفعل شروط اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه بين أوكرانيا والولايات المتحدة، وسط مخاوف من سعيه لإطالة أمد الصراع وتقسيم الغرب. واعترف السيد روبيو بأنه لن يتم التوصل إلى اتفاق سلام هذا الأسبوع، على الرغم من التهديدات من البيت الأبيض بأن التقدم يجب أن يحدث خلال أيام.

قال وزير الدفاع الأوكراني إن الوفد الأوكراني إلى لندن أجرى محادثات بناءة مع كيث كيلوج، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد تخفيض مستوى المفاوضات المخطط لها في البداية. وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء، شنت روسيا هجوما صاروخيا على كييف، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 63 آخرين، وفقا للمسؤولين.

وفي شرق أوكرانيا، تعرضت مدينة خاركيف لقصف بسبعة صواريخ، بحسب ما أعلن رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف، مضيفا في وقت لاحق أن “هجوما ضخما بطائرات بدون طيار” كان مستمرا. وقال أندريه يرماك، أحد كبار مساعدي زيلينسكي، إن روسيا تهاجم كييف وخاركيف ومدن أخرى “بالصواريخ والطائرات بدون طيار الآن.. بوتين لا يُظهر سوى رغبة في القتل. يجب أن تتوقف الهجمات على المدنيين”.