في خطوة لافتة أعادت الملف إلى صدارة الاهتمام الدولي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن بلاده ستبذل جهودًا جديدة لحل الأزمة المتصاعدة بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة ومياه نهر النيل، مؤكدًا أن هذه القضية تُعد “مسألة حياة أو موت للمصريين”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده ترامب في البيت الأبيض برفقة مارك روت، الأمين العام الحالي لحلف شمال الأطلسي، مساء الاثنين، حيث قال: “واشنطن ستسعى إلى إيجاد حل جذري لهذا النزاع، لأن ملايين المصريين يعتمدون على نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه.”
نوبل للسلام؟ ترامب يكرر الطموح القديم
تصريحات ترامب تأتي بعد أسابيع فقط من منشور مثير نشره على منصة “تروث سوشيال”، عبّر فيه عن أمله في نيل جائزة نوبل للسلام في حال نجح في إنهاء الأزمة بين مصر وإثيوبيا، معتبرًا أن “إحلال السلام في هذا الملف الحساس سيكون إنجازًا تاريخيًا”.
هذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها ترامب، فقد سبق له أن رعى مفاوضات بين الأطراف الثلاثة عام 2020، لكنها انهارت بسبب انسحاب إثيوبيا قبل توقيع الاتفاق.
إثيوبيا تصعّد.. ومصر تحذّر
التصعيد الأخير جاء بعد إعلان رئيس وزراء إثيوبيا عن الموعد الرسمي لافتتاح سد النهضة في سبتمبر المقبل، وهو ما اعتبرته القاهرة “تصرفًا أحاديًا وغير قانوني”.
وأكد وزير الري المصري، المهندس هاني سويلم، أن مصر ترفض تمامًا هذه الخطوة، معتبرًا أن: “استمرار إثيوبيا في فرض الأمر الواقع يتنافى مع مبادئ القانون الدولي ويتجاهل المصالح المائية الحيوية لدولتي المصب، مصر والسودان.”
مفاوضات متعثرة.. ومواقف متصلبة
آخر محاولات التفاوض الثلاثي كانت أواخر عام 2023، لكنها انتهت دون أي اختراق.
وأكدت القاهرة وقتها أن السبب يعود إلى “تمسك إثيوبيا بمواقفها المتصلبة ورفضها تقديم أي تنازلات فنية أو قانونية تحقق التوازن بين الحقوق والمصالح المشتركة للدول الثلاث.”
من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان، ياسر سرور، إن التحركات الدبلوماسية مستمرة على كل المستويات: “القضية وجودية لمصر، وكل نقطة مياه تساوي حياة ملايين المصريين.”
هل تنجح واشنطن في كسر الجمود؟
يأتي التحرك الأميركي الجديد في وقت حرج، إذ لم تعد هناك جولات تفاوضية معلنة، فيما تواصل إثيوبيا خطواتها على الأرض.
ويتساءل مراقبون: هل تنجح الولايات المتحدة في كسر الجمود وفرض تسوية ترضي الجميع؟، أم أن الأزمة تتجه إلى مزيد من التعقيد، في ظل استمرار غياب اتفاق ملزم يضمن الحقوق التاريخية لدول المصب؟.
الإجابة لا تزال معلّقة، لكن المؤكد أن الملف عاد إلى دائرة الضوء الدولية، بانتظار ما ستسفر عنه التحركات القادمة من واشنطن وغيرها.