في الوقت الذي تحاول فيه الدول العربية الوسيطة لإنهاء الحرب على غزة، يحاول الآلاف من الأهالي في غزة العودة إلى بيوتهم رغم استمرار نيران الحرب.
وفي هذا السياق، كشف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أمس الاثنين، أن ما يقرب من 400 ألف شخص نزحوا مجددا داخل قطاع غزة منذ أن استؤنف القتال قبل أقل من ثلاثة أسابيع، أي ما يعادل واحدا من كل خمسة فلسطينيين في القطاع.
وقال دوجاريك: “لم يتم اتخاذ أي ترتيبات لضمان سلامتهم وبقائهم على قيد الحياة، وهي مسؤولية تقع على عاتق إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال”.
فيما رده إسرائيل، قائلة إنها تصدر أوامر إخلاء للمدنيين الفلسطينيين لمساعدتهم على تجنب مناطق القتال وضمان حمايتهم.
ومنذ أن أعادت إسرائيل إطلاق عمليتها العسكرية ضد حركة حماس في 18 مارس/ آذار، وسّعت دولة الاحتلال بشكل كبير من وجودها في قطاع غزة، حيث تسيطر الآن على أكثر من 50% من أراضيه، وتدفع السكان الفلسطينيين نحو مساحات آخذة في التقلص.
وذكر “دوجاريك” أن أمر الإخلاء الذي أصدرته إسرائيل يوم الأحد يشمل أكثر من 3 كيلومترات مربعة أي (ما يعادل تقريبا ميلا مربعا واحدا)، وهو ما يقارب مساحة “سنترال بارك” في مدينة نيويورك، ويقع في منطقة دير البلح
يأتي هذا في الوقت الذي قتل فيه19 فلسطينياً وأصيب عشرات آخرين في غارات شنها سلاح الجو الإسرائيلي ليل الإثنين – الثلاثاء على غزة، وفق ما أعلن الدفاع المدني في القطاع، وفي ظل الحديث عن هدنة قادمة بين إسرائيل وحماس.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية: “قتل 19 مواطناً بينهم عدد من الأطفال جراء الغارات الدموية التي شنها الاحتلال ليلاً وفجر اليوم على قطاع غزة”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكدا أمس الإثنين العمل على التوصل إلى “اتفاق” جديد في شأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة “حماس” في قطاع غزة.
وصرح نتنياهو في المكتب البيضاوي، قائلا: “نعمل حالياً على اتفاق آخر نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون تحرير جميع الرهائن”.
من جهته قال الرئيس الأميركي “نبذل كل ما في وسعنا لتحرير الرهائن. نبحث في وقف إطلاق نار آخر، وسنرى ما سيحدث”.
وأبدى ترمب رغبته في وقف الحرب في غزة وقال إن العمل جارٍ لتحرير الرهائن المحتجزين لدى “حماس”، لكنه أضاف أن ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن “عملية طويلة”.
ورداً على سؤال عما إذا كان سيفي بوعده الذي قطعه خلال حملته الرئاسية بإنهاء الحرب في غزة قال ترمب “أود أن أرى الحرب تتوقف، وأعتقد أنها ستتوقف في وقت ما، ولن يكون ذلك في المستقبل البعيد للغاية”.
وقبل الاجتماع مع ترمب تحدث نتنياهو أمس الإثنين مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ويصر نتنياهو وحكومته، عكس معظم عائلات وأقارب الرهائن، على أن زيادة الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار “حماس” على إعادة الرهائن، الأحياء والأموات الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
ومن بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لا يزال 58 محتجزين في القطاع الفلسطيني، 34 لقوا حتفهم وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.