بعد قرار الرئيس الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا، يأمل الكثير من السوريين النازحين، في العودة لديارهم، ومع ذلك هناك العديد من التحديات التي تعيق هذه العودة، وتجعل من الصعب على السوريين استعادة حياتهم الطبيعية.
تحديات الأمان
كشف تقرير تابع للمنظومة الدولية للهجرة، أن هناك أسبابا تقف وراء عدم عودة النازحين والتي أهمها الوضع الأمني غير المستقر، بجانب تدمير البنية التحتية، حيث تعرضت الكثير من المدن والقرى السورية للتدمير خلال الحرب، مما يجعل من الصعب على السوريين العودة إلى ديارهم.
هذا إضافة إلى نقص الخدمات الأساسية، فتعاني الكثير من المناطق السورية من نقص في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والاتصالات.
تحديات اقتصادية
ومن ضمن التحديات، هو معاناة الكثير من السوريين من الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار، مما يجعل من الصعب عليهم العودة إلى ديارهم، إضافة إلى نقص الفرص الاقتصادية، فلا توجد فرص اقتصادية كافية في سوريا، مما يجعل من الصعب على السوريين العودة إلى ديارهم.
لذلك يخشي السوريون من العودة إلى مجتمعاتهم، خاصة مع معاناة سوريا من نقص في التمويل لإعادة الإعمار، مما يجعل من الصعب على السوريين العودة إلى ديارهم، هذا بجانب أن عملية إعادة الإعمار معقدة وتحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.
ووفقا للمنظمة، فإن الأمر يبين الحاجة الماسة إلى دعم دولي لمساعدة البلاد على التعافي، فرغم أن السوريين يتمتعون بالمرونة والابتكار، لكنهم بحاجة إلى مساعدة كبيرة لإعادة بناء مجتمعاتهم وحياتهم.
انخفاض عدد النازحين
جدير بالذكر أنه انخفض عدد النازحين داخليا في سوريا بشكل طفيف في شهر أبريل/نيسان 2025 إلى نحو 6.6 ملايين، مقارنة بأكثر من 6.7 ملايين في مارس/آذار قبله.
وسجلت المنظمة الدولية للهجرة منذ يناير/كانون الثاني 2024 عودة أزيد من 1.3 مليون نازح داخلي ونحو 730 ألف وافد من الخارج.
وتشمل الخدمات التي تقدمها المنظمة للسوريين العائدين إعادة تأهيل المساكن وتوزيع مواد الإغاثة المنقذة للحياة، فضلا عن توسيع قاعدة بيانات سجلات الملكية لدعم التوثيق الآمن ورد الحقوق وتسوية المنازعات للسكان النازحين في سوريا.
لقاء ترامب والشرع
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد التقى أمس في السعودية، مع الرئيس السوري أحمد الشرع، قبيل قمة مجلس التعاون الخليجي، وجاء هذا اللقاء بعد إعلان ترامب عن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.
ويأتي هذا اللقاء الذي يعتبر الأول من نوعه بين رئيسين أميركي وسوري منذ 25 عاما، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي شارك عبر تقنية الفيديو، كما حضره أيضا وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو ونظيره السوري أسعد الشيباني.
وقال الرئيس الأميركي -في كلمة خلال انعقاد القمة الخليجية الأميركية- إن “الولايات المتحدة تبحث تطبيع العلاقات مع سوريا بعد اللقاء بالشرع”، مشددا على أن قراره برفع العقوبات عن سوريا كان لمنح البلاد فرصة جديدة.
فرحة في سوريا
وكانت حالة من الفرحة، قد سادت في الشوارع السورية الأخيرة، بعد قرار الولايات المتحدة برفع العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة مفصلية بعد سنوات من الحصار.
وجاء هذا القرار بعد عزلة اقتصادية، لذلك خرج السوريون في الشوارع وخاصة في العاصمة دمشق، واحتفلوا بذلك متطلعين إلى مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا.
ويأمل السوريون في حدوث انفراجة حقيقية تنهي سنوات المعاناة وغلاء الأسعار ونقص الخدمات وعودة حركة التجارة والاستثمار، وانفتاح الأسواق أمام المنتجات العالمية، فضلا عن تحسّن سريع في قيمة الليرة السورية.