في خضم تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ناقشا خلالها مستجدات الساحة في الشرق الأوسط، خصوصًا ما يتعلق بالتوتر المتزايد بين إسرائيل وإيران، إلى جانب تطورات الملف الأوكراني.
ووفق ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية في موسكو، فقد ركّز الاتصال على ما وصفته بـ”التصعيد الخطير” في المنطقة، في إشارة إلى الهجمات المتبادلة والتصريحات النارية بين طهران وتل أبيب، والتي باتت تُنذر بتوسيع رقعة المواجهة في حال استمرار الانفلات العسكري.
كما أبلغ بوتين ترمب بتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال اجتماع الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول في 2 يونيو/حزيران، والتي تضمّنت مبادرات لوقف إطلاق النار وتسهيل عمليات الإغاثة في مناطق الاشتباك، رغم الشكوك الغربية بشأن جدية موسكو في الالتزام بمسار الحل السلمي.
يأتي هذا الاتصال في لحظة دقيقة تشهد فيها الملفات الدولية تداخلاً غير مسبوق بين الجبهات، إذ بات التصعيد في الشرق الأوسط ينعكس على أولويات السياسة الخارجية للقوى الكبرى، ومنها روسيا، التي تحاول رسم توازن جديد بين دعم حلفائها في المنطقة، والحفاظ على قنوات حوار مفتوحة مع خصومها الغربيين.
ورغم أن ترمب لا يتولى حاليًا منصبًا رسميًا، فإن استمرار الكرملين في التواصل معه يعكس تقديرًا روسيًا لنفوذه السياسي المحتمل، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، واحتمال عودته إلى المشهد الرسمي.
الاتصال يعكس إدراكًا مشتركًا بخطورة اللحظة الراهنة، ويعيد إلى الواجهة الدور الذي يمكن أن تلعبه القنوات الخلفية بين العواصم الكبرى في تخفيف التصعيد، سواء في الجبهة الأوكرانية أو الشرق أوسطية، في وقت باتت فيه الحروب المتوازية تُهدد بإعادة تشكيل التحالفات الدولية على نحو غير مسبوق.