في خطوة غير متوقعة، كشف موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي عن أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تُجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني محتمل بين إسرائيل وسوريا، رغم عدم وجود أي مؤشرات حتى الآن على توجه رسمي نحو تطبيع العلاقات بين البلدين.
ووفقاً لما نقلته مصادر أميركية وإسرائيلية، فإن هذه المحادثات تستهدف فتح قنوات للتواصل قد تمهّد الطريق لاحقاً لتفاهمات أوسع، تشمل تهدئة التوترات المزمنة على الحدود الشمالية لإسرائيل.
من وقف الاشتباك إلى اتفاق سلام؟
تشير المعلومات المسربة إلى أن تل أبيب لا تسعى إلى اتفاق شامل على الفور، بل خطة تدريجية تبدأ بتحديث اتفاق فك الاشتباك الموقع عام 1974، وتؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق سلام وتطبيع كامل.
وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع أن نتنياهو أبلغ مبعوث ترمب إلى سوريا، توم باراك، برغبة إسرائيل في الدخول بمفاوضات عبر الوساطة الأميركية مع الحكومة السورية الجديدة.
وتصرّ إسرائيل، بحسب تصريحات منسوبة لمسؤولين، على ضرورة وجود ضمانات واضحة بأن تؤدي أي مفاوضات في النهاية إلى اتفاق نهائي وشامل.
واشنطن تتحرك.. ورفع العقوبات على الطاولة
تزامن كشف هذه المعلومات مع إعلان البيت الأبيض أن الرئيس ترمب سيوقع أمراً تنفيذياً لرفع العقوبات عن سوريا، وهو ما فسّره مراقبون بأنه رسالة حسن نية تجاه دمشق.
وذكر تقرير «أكسيوس» أن الإدارة الأميركية تسعى لبناء جسور الثقة تدريجياً، عبر خطوات محسوبة، ما يُشير إلى استراتيجية مغايرة لنهج الضغط الأقصى الذي كان سائداً في ملفات سابقة بالمنطقة.
“لا اتفاق وشيك”.. لكن هل تتغير المعادلات؟
ورغم هذا الحراك اللافت، حذر مسؤولون إسرائيليون من أن التوصل إلى اتفاق “ليس وشيكاً”، مشيرين إلى أن الأمر يتطلب وقتاً وجهداً كبيراً.
لكن مجرد الحديث عن اتفاق أمني بين عدوين تاريخيين مثل إسرائيل وسوريا، حتى لو في سياق مبدئي أو تمهيدي، يعكس تحولاً غير تقليدي في موازين الشرق الأوسط.
ويرى مراقبون أن عودة سوريا إلى دائرة الاتصالات الدولية، ولو من باب الترتيبات الأمنية، يمثل مؤشراً على إعادة التموضع الإقليمي وربما فتح صفحة جديدة في علاقاتها الخارجية.
إلى أين تتجه الأمور؟
يبقى السؤال الأهم: هل تُفضي هذه المباحثات التمهيدية إلى اتفاق حقيقي؟.. حتى الآن، لا تزال الأمور في بداياتها، لكن الحراك الأميركي الإسرائيلي يفتح الباب أمام سيناريوهات عديدة، قد تقود إما إلى مقاربة دبلوماسية جديدة في المنطقة، أو إلى تعقيدات إضافية إذا فشلت الأطراف في تجاوز الخلافات العميقة.